فضيحة اختراق معلومات تهزّ "فايسبوك": لجنة برلمانيّة بريطانيّة تستدعي زوكربرغ

قررت السلطات الاوروبية والبريطانية المكلفة حماية المعطيات، التحقيق بشأن شركة "كامبريدج اناليتيكا" البريطانية التي تعاقدت معها حملة ترامب الرئاسية العام 2016، والمتهمة بحيازة غير قانونية لمعطيات مستخدمي شبكة "فايسبوك"، في حين دعا برلمانيون بريطانيون مؤسس "فايسبوك" الى تقديم توضيحات.

من جهتها، قالت المفوضية الاوروبية ان السلطات المكلفة حماية المعطيات في دول الاتحاد الاوروبي "ستبحث في هذا الموضوع في اجتماع" اليوم في بروكسيل لمجموعة الـ29، وهي هيئة التعاون الاوروبية. واعلنت ان ممثلة للمفوضية في واشنطن ستطلب اليوم "توضيحات" من "فايسبوك".

الاثنين، اعلن رئيس البرلمان الاوروبي انتونيو تاجاني ان النواب الاوروبيين "سيحققون في شكل كامل" في هذا "الانتهاك غير المقبول للحق في سرية المعطيات" والذي كانت صحيفتا "نيويورك تايمس" و"ذي ابزورفر" ونسخة الاحد من "الغارديان" البريطانية كشفته.

في المملكة المتحدة، طلب مكتب مفوض الاعلام، الهيئة المستقلة المكلفة تنظيم القطاع وحماية المعطيات الشخصية، الاذن بالتحقيق داخل الشركة المعنية كي يتمكن من "تفتيش الخوادم واجراء عملية تدقيق في المعطيات".

واكد انه طلب، منذ 7 آذار، من شركة "كامبريدج اناليتيكا" الوصول الى ملفاتها ومعطياتها، من دون ان يحصل على جواب "في الآجال المحددة".
واوضحت رئيسة المكتب اليزابيث دينهام انها طلبت، وحصلت من شبكة "فايسبوك" ان توقف تحقيقها بشأن شركة "كامبريدج اناليتيكا"، لانه يمكن ان يؤثر على تحقيق المكتب. 

وبعدما اعتبرت لجنة برلمانية بريطانية اليوم ان "فايسبوك" "قلل باستمرار خطورة" حيازة معطيات المستخدمين الشخصية من دون موافقتهم وقدم اجوبة "مضللة"، قررت استدعاء مؤسس "فايسبوك" مارك زوكربرغ لتقديم توضيحات امامها. ومنحته حتى الاثنين للرد.

وكتب رئيس اللجنة الرقمية والثقافية والرياضية في مجلس العموم داميان كولينز رسالة إلى زوكربرغ، طالبه فيها بتوضيح "الفشل الإجرائي الكارثي هذا".

ونفت شركة "كامبريدج اناليتيكا" "في شكل قطعي" ان تكون جمعت معطيات 50 مليون مستخدم لـ"فايسبوك" من دون موافقتهم، وذلك بهدف دعم الحملة الانتخابية الرئاسية لدونالد ترامب.

وعلاوة على ذلك، اتهم مسؤولون في شركة "كامبريدج اناليتيكا" بالسعي الى الايقاع بسياسيين من خلال محاولة رشوتهم او عبر الاستعانة بمومسات.

وبثت قناة "شانل فور نيوز" مساء الاثنين تحقيقا يظهر فيه المدير العام للشركة الكسندر نيكس، من خلال كاميرا خفية. وردا على اسئلة صحافي، قدم نفسه باعتباره وسيطا ثريا سري لانكيا يريد دعم مرشحين في انتخابات، اقترح نيكس تقنيات لعرقلة خصم سياسي.
ومن ذلك عرض "مبلغ مالي كبير للمرشح لتمويل حملته في مقابل اراض مثلا، ويتم تسجيل كل شيء ومحو وجه مخبرنا، ثم بث الفيديو عبر انترنت"، او "ارسال فتيات الى محيط منزل المرشح". 

ولدى سؤاله عن الامر، نفى نيكس ان يكون حاول الايقاع بسياسيين.
ودافع عن المسلك الاخلاقي لشركته. وتحدث عن امكان رحيله، اذا طلب منه مجلس الادارة ذلك. 

من جهتها، قالت شركة "فايسبوك" انها اغلقت حساب الشركة البريطانية، وكلفت مكتب مراقبة رقمية بكشف خيوط القضية.

منذ اشهر، اتهم "فايسبوك" و"تويتر" و"غوغل" بخدمة كيانات على صلة بروسيا للتلاعب بالرأي العام، خصوصا اثناء الحملة الرئاسية الاميركية او حملة استفتاء خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي في 2016.

كذلك، تتهم هذه المواقع بانتظام بعدم توفير حماية كافية للمعطيات الشخصية لمستخدميها الذين هم عماد نموذجها الاقتصادي.

وتراجع سهم "فايسبوك" عند الساعة 15,15 ت غ بنسبة 4,75 بالمئة عند 164,36 دولارا في بورصة نيويورك، بعدما تراجع بنسبة 6,8 بالمئة الاثنين.