ماذا عن المشاركة السياسية للمرأة اللبنانية في انتخابات 2018؟

هل المشاركة السياسية للمرأة سترتفع في الانتخابات النيابية من دون تدابير استثنائية اعتبرها فخامة رئيس الجمهورية غير واجبة وغير ضرورية، ودعا المرأة الى الإقدام واعتلاء المنابر وأخذ حقها بنفسها، ذلك أنّ الحقّ يُؤخذ ولا يُعطى؟  ترشّحت هذا العام 111 سيدة للمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، فاعتبرنا للوهلة الأولى أن في هذه الظاهرة مؤشرا لتقدم ما في المشاركة السياسية للمرأة اللبنانية، ذلك أن الانتخابات العامة في العام 2009 شهدت تراجعا قياسا بالدورات التي سبقتها لجهة عدد المرشحات. وفي العام 2009 جاء الإحجام عن الترشح تعبيرا عن شعور النساء بأن ذلك لن يجدي نفعا ما دام السياسيون لم يبادروا الى ضم نساء الى لوائحهم. وبالفعل كانت الدورات السابقة قد شهدت ترشيحات نسائية من بين القيادات النسائية بقيت اغلبيتها افرادية يتيمة، ولم تستطع القيادات النسائية والشخصيات البارزة أن تنضم الى اللوائح التي تنافست على المقاعد كافة. وفي الواقع انساقت "الجماهير اللبنانية"، وفيها الرجال والنساء، وراء لوائح زعمائها، في حين كان ممكنا بحسب قانون الانتخاب السابق، التشطيب، أي استبدال اسم بآخر من خارج اللائحة، شرط أن يكون المرشح البديل الذي يختاره الناخب من مذهب المرشح المشطوب اسمه.هل اعتماد النظام النسبي في دوائر متوسطة أي أوسع من الدائرة\\القضاء التي كانت معتمدة سابقاً، سيعطي النساء المرشحات فرصاً أفضل في مجال دخول اللوائح وبالتالي ضمان فرص أوسع للفوز في الانتخابات؟وكيف يمكن قراءة ظاهرة الـ111 مرشحة في الانتخابات هذا العام؟لا شك أن عدد المرشحات هذا العام قد تفوق على عددهن في الدورات السابقة، وهذا الامر هو بذاته دليل إلى أن الاهتمام بالانتخابات النيابية اتسع بين النساء ولم يعد مقتصرا على نساء معدودات كنّ في الغالب من الناشطات، بل الرائدات في العمل النسائي، بالإضافة الى النساء المعدودات أيضا واللواتي دخلن السياسة من باب الوراثة العائلية، اسوة بالعديد العديد من الرجال.اللافت هذا العام، هو أن باقة المرشحات تشمل مروحة واسعة من الاختصاصات والاهتمامات، وأغلبية السيدات المرشحات جامعيات وناشطات في منظمات غير حكومية، وبعضهن تبوأن سابقاً مهمات رسمية وحافظن...