صفيح سنّي ساخن يغلي في الدائرة الثانية والفصل للأقليات

دائرة الشمال الثانية ترقص على صفيح "سنّي" ساخن وحرارته إلى ازدياد حتى اكتمال اللوائح واعلانها. والدائرة التي تضم احد عشر مقعدا 8 منها للسنة 5 في طرابلس و2 في الضنية و1 في المنية، تضم أيضاً مقعداً للموارنة، وآخر للروم الأرثوذوكس وثالثاً للعلويين. والكباش فيها على أشده ليس على المقاعد السنية شبه المعروفة نتائجها، بل على الحاصل والصوت التفضيلي لمقاعد "الأقليات "غير السنية، كون الحاصل والتفضيلي يزيدان حظوظ اللوائح في إيصال مرشحيهم إلى البرلمان من باب تحقيق اكبر عدد من النواب. ولهذا فإن الماكينات الانتخابية ومطابخ اللوائح تجهد ليس سنياً فقط، بل مارونياً وعلوياً وأرثوذوكسياً لتأمين حاصل يزيد مقاعدها في المجلس. 

ولهذا شنت الحملات على المرشحين الموارنة "الأغراب"عن طرابلس، فيما لم تشمل الأرثوذوكس الأغراب أو العلويين، لأن جميع نواب طرابلس منذ استحداث المقعدين الماروني والعلوي منذ الطائف إلى اليوم كانوا من خارج المدينة لا بل إن أحدهم (الياس عطالله) كان من الشوف، كما وان الحملات تناولت البعض في علاقاتهم مع سوريا ولفقت صوراً وأخباراً بهدف كسب الأصوات.

سنياً، التطاحن على أشدّه والحسابات تجري بكل دقة وامعان، ولكن اللوائح إلى ازدياد، وكلٌّ منهم شمر عن ساعديه "ليوم الحشر". ولهذا لا يمكن حتى الساعة احصاء عدد اللوائح، ولهذا سنكتفي بذكر البارز منها إلى الآن.

الرئيس نجيب ميقاتي اكتملت لائحته في طرابلس والضنيه والمنيه، وهو يستعد لإعلان أسماء المرشحين على لائحته وعددهم عشرة إضافة إليه، في احتفال شعبي يقيمه الساعة الرابعة عصر يوم الأحد في فندق "كواليتي إن" يذيع في خلاله برنامجه الانتخابي، ليكون أحد أبرز المنافسين للائحة "تيار المستقبل"، وللائحتين الأخريين الأولى برئاسة الوزير السابق فيصل كرامي، والثانية برئاسة اللواء أشرف ريفي، إلى لائحة برئاسة النائب السابق مصباح الأحدب ولائحة المجتمع المدني.

المرشحون على لائحة ميقاتي هم، عن طرابلس: نجيب ميقاتي، توفيق سلطان، محمد نديم الجسر، رشيد المقدم، ميرفت الهوز (سنّة)، جان عبيد (ماروني)، نقولا نحاس (أرثوذكسي) وعلي الدرويش (علوي). وعن الضنية محمد الفاضل، بهاء اليوسف (سنّيان). والجديد في اللائحة، انضمام النائب المنشق عن "تيار المستقبل" كاظم الخير إليها عن المقعد السني في المنيه.

مرشحون على اللائحة يؤكدون حرصها على توزيع الأصوات التفضيلية لتأمين حاصل انتخابي كبير.

بدوره الوزير السابق فيصل كرامي يتوقع أن يعلن لائحته في نهاية الأسبوع المقبل كما قال رفلي دياب مرشح المرده على اللائحة الكرامية. اضافة إلى "جمعية المشاريع" وجانب من الاسلاميين ونواتها حتى الساعة: عن طرابلس فيصل كرامي، طه ناجي (جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية - الأحباش - أيمن العمر، سالم فتحي يكن أو صفوح يكن (الحالة الإسلامية) ولفت مقربون من كرامي إلى أنه يواصل مشاوراته لاختيار المرشح السني الخامس، رفلي دياب (تيار المردة) هو المرشح الأرثوذكسي على اللائحة، التي ستضم أيضا النائب السابق جهاد الصمد في الضنية وهو مدعوم من المرده. وعن المنيه العقيد المتقاعد في الجيش اللبناني عادل زريقة. وتجري مشاورات حول المقعد السني الثاني في الضنيه والمقعد العلوي في طرابلس واحتمال ترك المقعد الماروني فيها شاغراً.

واشاروا إلى أن المنافسة بين اللوائح ستكون أكثر حماوة من الدورات الانتخابية السابقة، وأن الاحتكام في النهاية يبقى إلى صناديق الاقتراع.

مناصرو اللواء ريفي اكدوا أنه يجري مشاورات مفتوحة مع عدد من الشخصيات في دائرة طرابلس الثانية، وأنه سيعلن بعد ظهر الإثنين المقبل، أسماء مرشحيه في احتفال يقيمه في فندق كواليتي ان.

واشاروا إلى ان مفاوضاته مع حزبي "الكتائب" و"الوطنيون الأحرار" بلغت مرحلة متقدمة دون ان يحددوا حجم اصواتهما في الدائرة الثانية او من هم المرشحون الذين سيدعمونهم.

وعلم أن الأسماء المحسومة في اللائحة حتى الآن هي: عن طرابلس: أشرف ريفي، وليد قمر الدين، عبد المنعم علم الدين (سنّة)، جورج جلاد (أرثوذوكس)، بدر عيد (علوي).

الضنية: راغب رعد ونزيه سعاده. المنية: توفيق زريقة أو هاني الدهيبي. ولا يزال ريفي عاجزاً عن تسمية مرشحَين عن المقعدين السنيين في طرابلس، كذلك الأمر بالنسبة إلى المقعد الماروني، مع احتمال التحالف مع روجينا القنطرة.

رئيس لقاء الاعتدال المدني النائب السابق مصباح الأحدب من جهته يعمل على تأليف لائحة عرف من بين أسمائها إلى الآن منزه صوان، حافظ ديب، طوني خليفة وعلي فاروق الصمد والمفاوضات جارية لإكمالها.

والحراك المدني له لائحته في طرابلس، إذ زفّ هذا الحراك "خبراً ساراً ومهماً إلى كل محبي التغيير وأهالينا في طرابلس" جاء فيه :

تم التحالف مع رئيس الحراك المدني في الشمال النقيب الدكتور واثق المقدم وبذلك إنضم إلى لائحة المجتمع المدني المستقل، وكان قد سبق ذلك انضمام المهندس الشاب النقابي حسان حسن خليل إلى اللائحة.

وبهذا الإنضمام باتت اللائحة تتألف من الدكتور جمال بدوي والنقيب الدكتور واثق المقدم والأستاذ جورج شبطيني والسيدة هبة نجا مجذوب والأستاذ فادي الجمل والمهندس حسان خليل.

أما المقعدان السنيان المتبقيان في طرابلس فقد تركا للتحالف مع الهيئات والقوى التغييرية في المدينة.

وبالنسبة لدائرة الضنية ودائرة المنية فقد فوضنا أهلنا هناك بترشيح من يؤمن مثلنا بعدم التحالف مع السياسيين وضرورة تغييرهم.

ووقعت "الزفّة" باسم كل من:

هيئة الطوارئ لإنقاذ مدينة طرابلس

حراس المدينة

لائحة المجتمع المدني المستقل

ويبقى بيت القصيد "تيار الخرزة الزرقاء" الذي يؤخذ عليه إعلان أسماء مرشحي الدائرة مركزياً من بيروت فيما كل لوائح المدينة تعلن فيها وبين أهلها. كما يؤخذ عليه انعدام حركته منذ الإعلان عن الترشيح وغيابه عن الساحة الطرابلسية، وكأنه يتربص لينقُض كلاماً نفته مصادر التيار وأكدت "أن الحركة لم تنقطع أبداً لا عن طرابلس ولاعن أي منطقة أخرى فنواب المدينة فيها وبين أهلها ومن أبنائها".

وتابعت :"كما وان الحملة التي استهدفت المرشح جورج بكاسيني كونه من خارج المدينة آخذة في التراجع لان بكاسيني في طرابلس يتحرك ويلتقي الاهالي والفعاليات والقيادات وهو معروف في المدينة بأنه من صقور "المستقبل" وهومن مجلس محافظة الشمال في التيار وله صداقات عديدة يعتز بها وهي إلى جانبه في حراكه الانتخابي".

واضافت: "طالما الحملة التي شنت عليه فلأن تجربة الطرابلسيين مع النائبين الياس عطالله وسامر سعاده لم تكن مشجعة أبداً، ولهذا قرر هو بعد انتخابه ان يقيم في المدينة بين أهلها وأنه سيكون له مكتب فيها يتواجد فيه باستمرار خدمة لقضايا الاهالي".

وذكرت المصادر أيضاً أن النائب جان عبيد ليس طرابلسياً أيضاً، وهو من قضاء زغرتا. ولهذا اعتبرت ان الحملة على بكاسيني في غير محلها.

التيار الوطني الحر عينه في الدائرة هذه على المقعدين الماروني والأرثوذوكسي. فرشح لهما طوني ماروني الذي هو أيضا من خارج طرابلس، وهو منسق التيار في المدينة، وله خدمات "رسمية "بين أبنائها. وانطوان حبيب ابن الميناء، وهما ينتظران القرار المركزي بالتحالف للانضمام إلى لائحة.

الحزب العربي الديمقراطي العلوي أكد عبر الناطق الإعلامي باسمه علي فضه "أن الحزب لم يرشح محازبين، وأن تجيير الأصوات أمر مبكر الحديث عنه، والصوت العلوي سيكون له تاثير في الانتخابات".

وأضاف: "المرشحون العلويون يتصلون بنا وطابخو اللوائح كذلك، وبعد بكير على الكلام الانتخابي والنيابي".

وفي الضنيه الحراك الانتخابي الفعلي على الأرض محصور بجهاد الصمد ومحمد الفاضل، فيما يبدو نشاط سامي فتفت والدكتور قاسم عبد العزيز المرشحين على لائحة المستقبل أقل برودة منهما، لأنهما متكئين على ما يملكه "تيار المستقبل" من أصوات. وأما المرشحون الآخرون فينتظرون تشكيل اللوائح "ليبنوا على الشيْء مقتضاه.

أحد أبناء طرابلس كتب قائلاً :"المؤسف والمضني أن الغالبية الساحقة من التوافقات والتحالفات الإنتخابية مبنية على مصالح فردية ومكتسبات آنية ولا مكان للمبادئ والبرامج والمشاريع الإنقاذية إلا في بعض النصوص الإنشائية المتداولة، وهذا أمر خطير جدا نتيجته برلمان فاشل لا يمثل مصالح الناس ولا مصلحة البلد الحقيقية. ولا أمل بالتالي من إنقاذ البلد من الإنهيار والتقهقر والكوارث المُحتملة والمتربصة بنا مع كل أملي بأن أكون مخطئاً في تحليلي وتوقعاتي.