ماذا يجري في غابة الارز؟\r\n

لن تفيد المهاترات السياسية ولا التحديات العشائرية في تحويل الانظار عن النتائج السلبية لاقامة مدرجات بمحاذاة غابة ارز الرب في بشري، من اجل الاحتفال بعرس ابن نائب سابق كان يسن القوانين للبلد واهله.

غابة الارز تشكل جزءا اساسيا من الموقع الطبيعي – الثقافي، الممتد ليشمل وادي قاديشا ، على مساحة 6 ملايين متر مربع ،اضافة الى منطقة حماية تحوط بالوادي وبالغابة، والذي ادرج العام 1998 في "لائحة التراث العالمي" ، بعد جهود حثيثة قامت بها مديرية الآثار على مدى سنوات. واليوم جاء من يخربه ويضعه في دائرة الخطر.
القصة تعود الى نحو ثلاثة اشهر عندما تبلغت مديرية الاثار ان اشغالا تجري في المنطقة المحاذية للغابة،مع كل ما يتطلبه الامر من جرف للتربة وتقليع صخور وتغيير معالم ، من اجل اقامة مدرجات في المنطقة التي يفترض ان تشهد اعادة تشجير وتحريج لتوسيع الغابة. فطلبت وزارة الثقافة توقيف الاشغال فورا. وبالفعل توجهت قوى الامن، واوقفت الاشغال التي كانت شبه منتهية، والضرر واقع. وارسلت كتبا الى وزارات الداخلية والزراعة والبيئة، طالبة الافادة عن الاجراءات التي يفترض اتخاذها،لان الامر يتطلب تقنيات خاصة لا تملكها الوزارة ، اضافة الى كتاب الى "مركز التراث العالمي" للاستئناس برأيه .
ومنذ نحو شهر ردت وزارة البيئة وأصدرت قرارا، اوجب اعادة الوضع الى ما كان عليه، وازالة هذا المدرج اضافة الى مدرج ثان كانت قد انشأته البلدية العام 2005 . وأرسلت وزارة الثقافة الكتاب الى وزارة الداخلية، راجية العمل على مضمونه. وعندما توجهت القوى الامنية لتطبيق القانون وازالة المخالفات، قامت القيامة، وانحرفت الامور لتأخذ طابع السياسة والتحدي وتشعل النار بين ابناء البلدة الواحدة.

الوزراء لا يتراجعون

وفي اتصال مع " النهار" نفى وزير الثقافة كابي ليون " وجود اي دافع سياسي وراء هذا القرار، وهو اتى حفاظا على غابة الارز وعلى تصنيفها موقعا تراثيا عالميا" ، لافتا الى ان " ازالة المخالفات تشمل مدرجين يعودان الى جهتين سياسيتين مختلفتين. وجل ما نريده هو تطبيق القانون والحفاظ على مواقعنا التراثية ".
من ناحيته اكد وزير البيئة ناظم الخوري ان قرار الوزارة " مبني على اساس تقرير شامل للمنطقة ، يوصي بازالة كل المخالفات بما فيها هذا المدرج. لكن للاسف اتخذ الامر طابع التحدي والعشائرية"، مؤكدا "عدم التراجع عنه، وعلى ضرورة تطبيق القانون"، وأمل "باعطاء الفرصة للحل بالحوار والتفاهم".
كذلك اكد وزير الداخلية مروان شربل " نحن نقوم بتنفيذ قرار وزير البيئة في ازالة المخالفات" .
من ناحية ثانية كشف مصدر مسؤول في الاونيسكو ل " النهار" ان المنظمة" تثني وتؤيد وتتبنى قرار وزارة البيئة القاضي بازالة كل المخالفات في المنطقة المحيطة بهذا الموقع الطبيعي- الثقافي"، معتبرا انه " حتى لو كان العقار ملكا خاصا، فمن غير الجائز مخالفة قوانين الحفاظ على مواقع التراث العالمي ومحيطها" .
May.abiakl@annahar.com.lb