المُصمم الإيطالي العالمي جاكوبو فوجيني: "يا مجنون! ماذا تفعل بمادة الميتاكريليت؟"

ذات يوم اكتشفَ المُصمّم الإيطالي العالمي جاكوبو فوجيني في مَعمل والده، حمض الميتاكريليت (وهي مادة صناعيّة تُستخدم عادةً في تصميم السيّارات)، وفجأة خطرت في باله فكرة "رهيبة" بدّلت أسلوبه في العمل إلى الأبد وجعلته يدخل تاريخ التصميم. كما جعلت الخُبراء والذوّاقة يهتفون: "الميتاكريليت! يا إلهي! هل هذا الرجل مجنون؟". 

لم يأبه هذا الحالِم الذي حلّ أخيراً ضيفاً على لبنان في يوم التصميم الإيطالي (1 آذار وبعدما تمّت تسميته سفيراً للتصميم الإيطالي في البلد)، ولم تقف التعليقات والانتقادات عقبة في مسيرته الفنيّة التي لا يُستهان بها.

وهو يعمل، منذ سنوات طويلة، مع آلة اخترعها وتُعادل الحرارة فيها الحرارة البُركانيّة، ليتمكّن من أن يخلق بواسطة مادة الميتاكريليت المَسكوبة فيها، خيوطاً سميكة وملوّنة يُعالجها لاحقاً يدوياً وبشكل سريع جداً (لا يتعدَّ الثواني) ليخلق التصاميم المُستقبليّة الطلّة، أكانت كراسي أم مصابيح.

وعندما نتحدّث عن الحرارة المُرتفعة التي يُعالج من خلالها مادة الميتاكريليت، نعني بكل بساطة 200 درجة مئوية!

يُعلّق فوجيني بهدوء وواقعيّة: "نعم، المسألة خطرة ولكن النتيجة مُذهلة".

النُقّاد والذوّاقة على السواء يُلقون التحيّة على التصاميم "المُضيئة" و"المُشرقة" التي تحتوي على مئات الخيوط الزاهية والمُلوّنة بفضل تسخين مادة الميتاكريليت لتصل إلى درجات بُركانيّة، لما تتضمّنه من جُهود ودقّة في العمل من جهة، ولجماليّة التصاميم الأقرب إلى قطع فنيّة استثنائيّة من جهة ثانية.

وعندما وَصل فوجيني إلى مَرحلة مُتميّزة ومُتطوّرة في استعمال المادة، خطرت في باله فكرة ثانية، وهي إعطاء حياة ثانية للكماليّات القديمة والتصاميم البالية.

وها هو اليوم يضع الميتاكريليت في تصرّف كل ما هو عتيق و "عادي"، ليُحوّل الأشياء اليوميّة، تصاميم برّاقة ومُشعّة من المُتوقّع أن يُخلّدها التاريخ...."يعني مش كل يوم بيجي مجنون يلعب بالميتاكريليت"!

وقدّم فوجيني إلى لبنان بفعل تسميته سفيراً للتصميم الإيطالي فيه، أريكة برّاقة، صفراء الّلون حلّت أخيراً ضيفة في فيلا ليندا #سرسق العَريقة، وسرقت الأنظار باقتحاميّتحها وتلك القدرة على استحضار فكرة اللهو واستخدام المُخيّلة في تصرّف الإبداع.

"Margherita Chair" هو الاسم المختار لهذا الكرسي الأقرب إلى أريكة، وثمنه يتعدّى الـ10 آلاف دولار، وهو مصنوع من مواد أعيد تدويرها واستخدامها، كما زوّده المُصمّم بالزجاج الاصطناعي وغمز إلى أنّ التصميم في حلّته النهائيّة مختلف تماماً عن هويّته السابقة، و"ربما كان ذات يوم لعبة لولد".

إعطاء المواد الصناعيّة روحاً جديدة في إطار التصميم والاستدامة؟

لِمَ لا!

Hanadi.dairi@annahar.com.lb