أبونا جورج: عُد سريعًا!

الشدياق يوسف "رامي" فاضل

أيُّها الذهبيّ الصوت الأب جورج مَسّوح : لَكَ أن تغيب بعض الشيء لتنالَ قسطًا من الوحي أو من الراحة! لك أن تنصرف قليلًا لمقارعة المرض وللإنتصار عليه! لَكَ أن تغمد قلمك وصوتك لبرهةٍ كي تستعيد عافية الجسد التي تعوِّضها دائمًا بعافية الروح والرؤيا!..

لكَ يا أبونا خلوتك التي تريد، ولك منّا أن لا نكدِّر صفاء هذه الخلوة...

ولكن... لنا منك أن تعود بأسرع وقتٍ ممكن!..

لأن الجهل والتعصُّب يترصَّدا غياب الشمس التي تشرق من حروفك وقلمك، ليبسطا ظلمتهما على وجه الشرق!..

لأنَّ الإعوجاج يتربَّصُ وينتظر صمت كلمتك لكي ينحرف بالطريق نحو فوضى الطرقات العبثيّة!

لأن الجفاف يهدِّد النفوس التي اعتادت الإرتواء من الكلام الذي تستقيه من مَعين إلهك الذي لا يَنضَب!

لأن صياح "النهار" لا يحتمل بحّةً جديدة تنال من عذوبة وجرأة أوتاره الصوتيّة!

كلّ ما فينا نحن الذين أدمَنّا جُرأتك وانفتاحك يشتاقُكَ ويَشتاقُ حضورك القويّ والوديع في آنٍ واحد...

أبونا جورج نحن نستسهل النوم ونركن إليه عندما يجفُّ النور!... فتعال! عُد سريعًا بنور ربِّك! وأيقظنا!