تعزيزات للنظام إلى الغوطة الشرقية... الأمم المتحدة تندّد بالتصعيد في سوريا

أرسلت قوات النظام السوري المزيد من التعزيزات العسكرية الى #الغوطة_الشرقية، تزامناً مع تضييقها الخناق على الفصائل المعارضة في آخر معاقلها قرب #دمشق، قبل ساعات من جلسة طارئة يعقدها مجلس الأمن لبحث وقف اطلاق النار في سوريا. 

وازاء تصعيد العمليات القتالية، اتهم المفوض الاعلى لحقوق الانسان في الامم المتحدة زيد رعد الحسين النظام السوري الأربعاء بالتخطيط لما يشبه "نهاية العالم" في بلاده، مضيفا ان النزاع دخل "مرحلة رعب" جديدة.

وتشن قوات النظام منذ 18 شباط حملة عنيفة على مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، يتخللها قصفاً جوياً وصاروخياً ومدفعياً كثيفاً. ما تسبب بمقتل المئات وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

ويؤكد المرصد أن طائرات روسية تشارك في القصف، الأمر الذي تنفيه موسكو.

وبموازاة حملة القصف، بدأت قوات النظام هجوماً برياً الأسبوع الماضي وتمكنت بموجبه حتى الآن من السيطرة على 48 في المئة من مساحة المنطقة التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة، وفق المرصد.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "قوات النظام أرسلت 700 عنصر على الأقل من الميليشيات الافغانية والفلسطينية والسورية الموالية لها مساء الثلاثاء إلى جبهات الغوطة الشرقية".

وانتشر هؤلاء المقاتلين وفق المرصد على جبهات الريحان، الواقعة شمال شرق الغوطة الشرقية، وفي بلدة حرستا، الواقعة غربها والتي يحاول النظام التقدم منها باتجاه مدينة دوما، اكبر مدن الغوطة.

وبحسب عبد الرحمن، تسعى قوات النظام الى فصل معقل الفصائل المعارضة الى جزئين، لتعزل بذلك القسم الشمالي حيث تقع دوما عن القسم الجنوبي، وذلك من خلال التقاء قواتها من جهتي الشرق والغرب.

وباتت قوات النظام الاربعاء على مشارف بلدات عدة أبرزها مسرابا وبيت سوى وجسرين وحمورية، وفق المرصد.

وبث التلفزيون السوري مشاهد مباشرة من مزارع مسرابا بينما تتصاعد أعمدة الدخان من المدينة.

وقتل ثلاثة مدنيين بينهم طفل في جسرين من جراء غارات طالت بحسب المرصد بلدات عدة، وجاءت غداة نشر قوات النظام لمئات المقاتلين الموالين لها في المنطقة.

ومنذ بدء الهجوم، ارتفعت حصيلة القتلى الى 810 مدنيين بينهم 179 طفلاً، وفق المرصد.

وأفادت "فرانس برس" في مدينة دوما عن سماع دوي الغارات من البلدات المجاورة وعن وصول نازحين منها في حالة من الذعر هرباً من القصف. وقال إن الناس كانوا يقودون سياراتهم داخل دوما بطريقة جنونية من شدة الخوف وخشية من تجدد القصف.

وتستمر الغارات الجوية على الغوطة الشرقية على رغم سريان هدنة يومية اعلنتها روسيا منذ أكثر من أسبوع تستمر لخمس ساعات فقط.

وكانت روسيا أعلنت سابقاً أنها طلبت من الفصائل المعارضة إجلاء الغوطة الشرقية على غرار ما حصل في مدينة حلب في نهاية العام 2016، الأمر الذي ترفضه الفصائل.

وأعلن الجيش الروسي الثلثاء ان "الممر الإنساني" عبر معبر الوافدين الذي كان مخصصاً للمدنيين خلال هدنة الساعات الخمس "فتح هذه المرة (...) للمقاتلين مع عائلاتهم" على ان يكتفوا بسلاحهم الفردي.

ولم يسجل وفق المرصد خروج اي من المدنيين او المقاتلين.

وقال المتحدث باسم "جيش الاسلام"، أكبر فصائل الغوطة، حمزة بيرقدار لفرانس برس "فصائل الغوطة ومقاتلوها وأهلها متمسكون بأرضهم وسيدافعون عنها".

وأكد المتحدث باسم فيلق الرحمن، ثاني أكبر فصائل المنطقة، وائل علوان لفرانس برس على أنه "لا يوجد أي تواصل مع الروس، مباشر أم غير مباشر. ولا يوجد مباحثات عن الهدنة ولا المعابر".

ويعقد مجلس الامن الدولي بطلب من فرنسا وبريطانيا الأربعاء عند الساعة 15,00 ت غ جلسة طارئة مغلقة لبحث وقف اطلاق النار في سوريا، نتيجة "تدهور الوضع على الارض في سوريا وعدم تطبيق" الهدنة التي طالب بها مجلس الامن لمدة شهر في انحاء سوريا.

وخلال عرض تقريره السنوي في الامم المتحدة في جنيف، قال المفوض الاعلى لحقوق الانسان زيد رعد الحسين "هذا الشهر، وصف الامين العام للامم المتحدة الغوطة الشرقية بانها جحيم على الأرض. في الشهر المقبل او الذي يليه، سيواجه الناس في مكان آخر نهاية العالم، نهاية عالم متعمدة، مخططا لها وينفذها افراد يعملون لحساب الحكومة، بدعم مطلق على ما يبدو من بعض حلفائهم الاجانب".

واعتبر الحسين ان "من الملح عكس هذا التوجه الكارثي واحالة ملف سوريا على المحكمة الجنائية الدولية".

وتابع ان "النزاع دخل مرحلة رعب جديدة"، منددا بـ"حمام الدم الهائل في الغوطة الشرقية" وتصاعد الاعمال القتالية في مناطق اخرى في سوريا، ما يعرض حياة المدنيين للخطر.

ودعا الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان الثلثاء أطراف النزاع الى "السماح فورا بوصول آمن وخال من العوائق لكي يتاح لقوافل أخرى ايصال المواد الاساسية لمئات آلاف الاشخاص الذين هم بأمسّ الحاجة اليها".

وشدد على ضرورة "إنجاز توصيل المساعدات الى دوما، بما في ذلك المواد الطبية ومستلزمات النظافة، في موعدها المقرر في 8 آذار بحسب ما تم الاتفاق عليه سابقا مع السلطات السورية".

وتبنى مجلس الأمن بالاجماع قرارا في 24 شباط يطالب بوقف لاطلاق النار لمدة 30 يوما للسماح بدخول المساعدات الانسانية وعمليات اجلاء المرضى والجرحى.

ودخلت اول قافلة مساعدات الغوطة الشرقية، إلا أن العملية توقفت بسبب الغارات الجوية على المنطقة والتي تسببت بمقتل 68 مدنيا على الاقل، وفق المرصد.