قارورة الأوزاعي "النووية" تشغل السفارات ووكالة الطاقة الذرية الهيئة اللبنانية بعد الكشف عليها: لا تشكّل خطراً على الصحة

انشغل اللبنانيون أمس بخبر العثور على قارورة على شاطئ الأوزاعي تحتوي على موادَّ مشعة. الخبر أحدث بلبلة وتخوّفاً من تسرب إشعاعي قد يكون حصل من القارورة وأثّر على المنطقة وعلى كل من اقترب منها. 

أسئلة كثيرة شغلت الرأي العام منذ اعلان الخبر، خصوصاً بعد إصدار الجيش بياناً قال فيه إنه "تم العثور على قارورة حديدية مكتوب عليها باللغة الأجنبية، تشير إلى احتوائها على مواد مشعة. وعلى الأثر فرضت قوى الجيش طوقاً أمنياً حول المكان، كما حضرت مجموعة من فوج الهندسة وتم ابلاغ الهيئة الوطنية للطاقة الذرية، ليصار إلى الكشف عليها والتحقق من محتوياتها". وأصدر بعدها المكتب الإعلامي في وزارة البيئة بياناً قال فيه "إن هذا النوع من المواد يمكن احتواء خطره ولا داعي للهلع".

وفي اتصال لـ"النهار" بمدير الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية الدكتور بلال نصولي، شرح طبيعة القارورة، نافياً أن يكون كل من اقترب من القارورة يحتاج إلى فحوص فورية، "لكونها لم تُكسر أو يتم العبث بها، والفرق الهندسية تعاملت مع الوضع بطريقة حرفية، والموضوع أخذ اهتماماً كبيراً من السفارات الأجنبية والوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وأضاف أن القارورة مدرعة، وهو ما يمنع خروج مواد مشعة خطرة منها، ويحول دون التلوث النووي، وهي تستعمل في الصناعات النفطية. وقد جاءت من خارج لبنان وتحمل باليد من الاختصاصيين، ولا تشكل أي خطر، ويمكنني أن أضعها في مكتبي 6 أشهر متتالية".

بدوره قال أستاذ مادة الفيزياء في الجامعة اللبنانية الدكتور ايلي عيد إن "القارورة تحتوي على إشعاعات gama وbeta وalfa، ولا داعي للقلق، لكون الكمية المنبعثة من اشعاعات الـgama لا تشكل خطراً".

وشرح أن اشعاعات gama "موجودة ايضاً في الطاقة الشمسية، لذلك يحذر من التعرض لأشعة الشمس في فصل الصيف لفترات طويلة، بينما اشعاعات alfa لا تؤثر على الجسم كما قال البعض".

ورأى أنه "يفضل إجراء فحوص لمن تعرفوا إلى القارورة، كذلك يجب معرفة كم من الوقت مرّ على وجودها في لبنان، وهل خرجت منها انبعاثات نووية؟ وكيف وصلت؟"

وكان الناشط عماد بزي قد نشر عبر صفحته الخاصة على موقع "فيسبوك" تعليقاً على العثور على القارورة قال فيه: "إن كل من لمس العلبة أو اقترب منها أو كان على تماس مع المياه أو الصخور القريبة منها، هو بحاجة إلى فحوص فورية، كم مواطن وطفل لمسوا العبوة؟ ومن اكتشفها وأبلغ عنها قبل حضور قوى الأمن الداخلي وعزل المكان؟ من الضروري جداً معرفة هذا الأمر لتفادي أي عواقب على صحة المواطنين والعسكريين(...)".


لا خطر  

وحسمت الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية التابعة للمجلس الوطني للبحوث العلمية في بيان "أن نتائج التحاليل الميدانية أظهرت أن اسم المادة المشعة هو "Am-Be" من نوع نيوتروني وتستخدم كـ" well logging"، وهي محصورة داخل كبسولة مقفلة. فلم تسبب المادة المشعة تسربا للمواد المشعة في مكان العثور عليها أو تلوثا اشعاعيا".

ولفتت الى أن هذه المادة المشعة تستخدم عادة في الصناعات النفطية. ولا يتوافر في لبنان إمكان لاستخدامها، وهي غير مرخصة وفق سجلات تراخيص الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية للمواد المشعة". وأكدت أنها لا تشكل خطرا على الصحة.