تصاميم حصريّة وهدايا مُتقنة و"مزمزة فنجان قهوة" في متجر متحف سرسق

هنادي الديري 

يَستوحون تصاميمهم من مَجموعات المَتحف الدائمة التي انضمّت، وبعد الكثير من التفكير والتدقيق، إلى العائلة الفنيّة المؤلّفة من ألوان وأشكال مَصقولة ومُختارة بعناية. أو من المعارض الموقتة التي تزور الجُدران الشاهِدة على الأعمال "رفيعة التهذيب".

ومن مدينة بيروت الجَليلة التي اضطلعت بدور محوري في مئات الثورات والانقلابات والحُروب الفنيّة المصيريّة، (وربما عبّرت بإيماءة صغيرة، عن موافقتها "المُمانِعة" إذا مرّت بعض أيام عاديّة "ما بتنذكر"، لم تكن فيها "ضربة" فُرشاة الرسم في مُستوى جنونها الشاهِق!).

وأيضاً من الحيّ الذي يستقبل هذه الفُسحة العريقة المُخصّصة للفن الحديث والمُعاصر.



هذه هي إذاً مصادر إلهام الفنانين الذين يختارون أن يعرضوا تصاميمهم في المتجر التابع لمتحف سرسق الآتي من تاريخ حافظ على زهوه.



ولا بدّ من أن تكون التصاميم التي يُحوّلونها قطعاً فنيّة تروق للسائح وأيضاً لابن البلد، حضريّة (Urban – أي لها علاقة بالمدينة)، ومُعاصرة.

ففي Sursock Museum Store يُعادِل التصميم فخامة الأعمال الفنيّة المعروضة في المتحف. ومن هذا المُنطلق، المطلوب أن تكون الأعمال حصريّة للمتجر...و"بطبيعة الحال، لا بد من أن يكون المُصمّم لبنانيّاً لنعرض أعماله"، بحسب مُديرة المتجر رلى قماتي.



وفي حين تُقدّر أعمال الفنان المُخضرم، تؤكّد قماتي أن المتجر التابع للمتحف يميل اليوم إلى تعزيز مكانة المُصمّم الشاب لتكون انطلاقته الفعليّة من متحف سرسق التاريخيّ.

ويستقبل المتجر اليوم أعمال 50 مُصمّماً تتنوّع أساليبهم الفنيّة، ويجتمعون حول تقديمهم هدايا تذكاريّة تليق بقصر سرسق الأثري الذي بناه نقولا سرسق العام 1912، ووهبه إلى بلدية بيروت بهدف تحويله إلى متحف للفنون الحديثة.

من الألعاب إلى الأدوات المنزليّة والكماليّات المغناطسيّة، مروراً بالمجوهرات والمُجسّمات، وصولاً إلى الكُتب التي تُعنى بالتصوير والمدارس الفنيّة والبطاقات البريديّة الأنيقة، "نقّوا واختاروا"!



ومنذ إعادة افتتاح متحف سرسق في العام 2015، وبعد سنوات طويلة من إعادة التأهيل، يزور المتجر التابع للمتحف "في اليوم الميّت" أكثر من 40 شخصاً. البعض منهم يختار "مشتهياته الفنيّة"، والبعض الآخر يختار المشتهيات الصالحة للأكل من المقهى المُلاصق له.

أعمال فنيّة شاهقة في القصر الذي تحوّل إلى متحف، تصاميم حصريّة تُحاكي الحداثة في المتجر، ومُقبلات شهيّة وفنجان قهوة "نُمزمزه ع رواق" في المقهى.

و"هيك بتكون الزيارة اكتملت".



 وسيكون لـ"النهار" وقفة مع المُصمّمين الذين يعرضون أعمالهم في هذا المتجر الذي "تحضنه" النوافذ الكبيرة والمُطلّة على حديقة مديدة أشبه بملاذ "قُروي" آمن وأنيق داخل المدينة.

                                              Hanadi.dairi@annahar.com.lb