الوطن الحر لشعب سعيد‎ ‎

عباس صباغ

لا شيء في البلاد يشي بقرب الانتقال الى اللحظة المنتظرة للعيش في وطن لا ‏تحكمه المصالح الطائفية وحقوق المذاهب والملل. ومع ذلك فان اليأس ممنوع طالما ‏الامل موجود للوصول الى دولة ترعى ابناءها وفق المعايير العادلة وابرزها تطبيق ‏الدستور والتعامل مع جميع المواطنين وفق قاعدة عادلة تقوم على المساواة لا ‏المحسوبيات‎.‎ 

الدولة هي الاساس من الولادة الى ما بعد الوفاة، يركن اليها كل مواطن مهما اتسع ‏تذمره من تطبيق انتقائي لقانون هنا او نظام هناك ولكن الامر لا يستقيم ما لم نصل ‏الى مرحلة الاقتناع باننا مواطنون في دولة ولسنا اتباع هذا الزعيم او ذاك، وكل ‏همه ان نكون ارقاماً في التظاهرات المؤيدة او مناصرين في صناديق الاقتراع‎ .‎

نطمح الى وطن لا نخضع فيه لفحص دم للتأكد من هويتنا ووطنيتنا وانما لتجسيد ‏الانتماء من خلال معايير تلفظ الزبائنية والتبعية ويكون التعامل فيه على مستوى ‏هذا الانتماء الصادق وفق معايير لا تختصرها مصلحة ظرفية‎ .‎

لنصنع وطنا يشعر فيه اولادنا بأنهم بشر ولهم حقوق العيش الكريم في بيئة غير ‏ملوثة صحياً او سياسياً ، ونريد وطنا لا يخشى فيه أب على مستقبل ابنائه ولا ‏يخاف من غدر او موت متربص بهم بسبب فكرة او رأي حاولوا الاعلان عنه من ‏دون مواربة‎.‎

ببساطة نحلم بوطن حر لنعيش فيه سعداء‎.‎