الحرية المسؤولة.. لنصنع وطناً

في كتابه "سر المهنة وأسرار أخرى" الصادر في العام ١٩٩٥، أهدى رئيس مجلس ‏إدارة "النهار" غسان تويني الإصدار الخاص، الى نائلة جبران تويني "علها عندما تصير تقرأه، ‏تجد في تراث الصحافة الماضية ما يكفي ليغسل بالعز أيام جيلها الرابع، فيعود الى ثقافة الحرف ‏المكتوب".‏ 

وبالفعل، لم يخطئ عميد "النهار" في رهانه. فبعد اكثر من عقدين على ذلك الإصدار، وبعد أن ‏عانت البلاد ما عانته نتيجة سقوطها رهينة ضياع المسؤولية الوطنية على حساب سياسة ‏المحاصصة والزبائنية، وبعد أن أغفل كثيرون بناء الدولة ومؤسساتها، رغم أن هذا الشعار لا ‏يفارق مسؤولاً أو زعيماً، استعادت "النهار" المبادرة لتحث النخب السياسية والاقتصادية ‏والأكاديمية والفكرية والفنية إلى المساهمة في التعبير والكلمة تحت شعار " الكل في جريدة" ‏لنصنع وطناً. ‏

وليس غريباً على "النهار" في جيلها الرابع، وفي ظل عصر الإعلام الإلكتروني ووسائل ‏التواصل الاجتماعي، وقد كانت سباقة في مواكبته ورائدة في التكيف مع متطلباته، أن تعود إلى ‏الحرف، وإلى الكلمة لتبحث عن وطن يضيع في صراع المحاور، وعن حرية يقمعها صوت ‏المصالح.‏

هي الحرية المسؤولة التي نبحث عنها في يومياتنا، في السياسة والاقتصاد والإعلام. الحرية في ‏الرأي والتعبير المسؤول، حرية الاحترام وتقبل الآخر، التي تهدف الى بناء الوطن وليس إلى ‏إعادته الى زمن الحرب والطائفية.‏

فممارسة الحرية هي واجب قبل أن تكون حقاً. وليس المطلوب من الإعلام ان يستمتع بوطن ‏حر، بل أن يكون صانعاً لحريته.‏

Sabine.oueiss@annahar.com.lb