ماي تستعين على "بريكست" بـ"العصر الذهبي" مع الصين

تسعى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، التي بدأت أمس زيارة رسمية للصين الى تعزيز العلاقات التجارية لبلادها، استعداداً لمرحلة ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست" في حين تواجه مشاكل في بلادها وخصوصاً داخل حزب المحافظين. 

وقالت ماي لدى لقائها نظيرها الصيني لي كه تشيانغ: "إنه الوقت المناسب للتفكير في سبل تعزيز +العصر الذهبي+ والشركة الاستراتيجية" بين بيجينغ ولندن.

وأضافت خلال استقبال أقيم على شرفها في قصر الشعب :"نحن عاقدو العزم على تعميق علاقاتنا التجارية". لكن الرهان كبير بالنسبة اليها على ان تسلط الأنظار على مرحلة ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي في بريطانيا، إذ أوردت وسائل الاعلام ان نحو 40 نائباً محافظاً دعوا الى اقالتها من رئاسة الحزب نظراً الى استيائهم من الاستراتيجية التي تعتمدها في التفاوض مع الاتحاد الاوروبي ومن سياستها الداخلية.

وبدأ مجلس اللوردات الثلثاء مناقشة مشروع قانون الانسحاب وسط مناقشات حادة وبعد احراج حكومة ماي اثر نشر وسائل الإعلام تقريراً داخلياً يفصل التداعيات الاقتصادية السلبية بعد "بريكست". لكن رئيسة الوزراء أكدت الأربعاء ثباتها بقولها للصحافيين الذين يرافقونها الى الصين: "أخدم بلدي وحزبي. لست من النوع الذي ينسحب". وهذا يجعلها تتمسك أكثر بصيغة "العصر الذهبي" الصينية - البريطانية التي نشأت بعد الزيارة الأولى التي قام بها الرئيس شي جينبينغ لبريطانيا 2015. وخلال مؤتمر صحافي، صرحت رئيسة الوزراء التي يرافقها ممثلو نحو 50 شركة ومؤسسة في ما يعد أكبر وفد يتوجه إلى الخارج في زيارة رسمية في عهدها، انه سيتخلل الزيارة توقيع عقود تجارية بقيمة تسعة مليارات جنيه استرليني (10,2 مليارات أورو).

وأفادت أن البلدين سيحددان القطاعات التي تتصدر اهتماماتهما والتي ستركز عليها المبادلات التجارية والاستثمارات مع التفاوض لرفع الحواجز التجارية وخصوصاً من اجل التقدم نحو تصدير لحوم العجل البريطانية الى الصين. وفي حال الانسحاب من الاتحاد الجمركي الأوروبي، ستكتسب الشركة التجارية مع الصين، ثاني اقتصادات العالم والقوة التجارية الرئيسية إلى جانب الولايات المتحدة، أهمية حاسمة بالنسبة الى بريطانيا.

وقال لي كه تشيانغ لدى استقباله ماي: "أعتقد أن الربيع الذي حل باكراً يمكن أن يحمل ثماراً جديدة ستضفي مزيداً من البريق على العصر الذهبي لعلاقاتنا الثنائية".