صورة الله بين يوحنا المعمدان ويسوع المسيح

في جوّ تعدّد الآلهة عند اليونانيّين القدامى، كان أفلاطون يقول: "يجب أن نتكلّم الكلام الصحيح على الله". الأديان كلّها هي محاولات بشريّة للكلام الصحيح على الله. في المسيحيّة، الله نفسه أوحى لنا بذاته في شخص ابنه يسوع المسيح، بحسب ما جاء في مقدّمة إنجيل يوحنا: "الله لم يره أحدٌ قطّ. الابن الوحيد، الذي في حضن الآب، هو الذي أخبرنا عنه" (يوحنا 18:1). ويسوع، في صلاته الكهنوتيّة في أثناء العشاء السرّي، يقول: "يا أبتِ... لقد أظهرتُ اسمكَ للناس الذين أعطيتَهم لي من وسط العالَم" (يوحنا 6:17). واسم الشخص يدلّ على هويته وعلى صورته. ففي يسوع المسيح ظهرت صورةُ الله الحقيقيّة. لذلك تقول عنه الرسالة إلى العبرانيّين إنّه "هو ضياءُ مجدِ الله وصورةُ جوهره" (3:1).  نقرأ في إنجيل متى أنّ يوحنّا المعمدان، عندما سمع بأعمال يسوع، "أوفد إليه تلاميذَه يقولون له: أأنتَ الآتي، أم ننتظر آخر؟ فأجاب يسوع وقال لهم: اذهبوا وبلّغوا يوحنّا ما تسمعون وما ترون: العميُ يُبصِرون، والعرجُ يمشون باستواء، والبرصُ يطهرون، والصمّ يسمعون، والموتى يقومون، والفقراء يُبشَّرون. وطوبى لمن لا يشكّ فيّ" (متى...