الشاطئ اللبناني من أسوأ "الشطوط"!

ميشال حلاق

الشاطئ الشمالي الممتد من العريضة شمالاً على الحدود مع سوريا إلى مدينة المنية جنوبا، يعتبر الواجهة البحرية الاقل تأثراً بالتمدد العمراني على امتداد الشاطئ اللبناني الذي بدأ يأخذ حيزا واسعا من اهتمام المعنيين والمهتمين بشؤون البيئة وحماية الشواطئ المتوسطية من التلوث، بالاضافة إلى الحديث المستجد والمتفاعل عن ثروة لبنان النفطية البحرية وامتداداتها إلى المناطق البرية ومنها المحاذية لهذا الشاطئ، الامر الذي بات يشكل نقطة استقطاب واهتمام وسط سعي الجهات المختصة لبلورة افكار حديثة تتماشى مع واقع هذه المناطق على مختلف الصعد الاقتصادية منها والتنموية.



المهندس زكريا الزعبي رئيس مجموعة "استشاريون بلا حدود – لبنان" أعد دراسة مفصلة باسم الحراك المدني العكاري تحت عنوان (شاطئ عكار- المنية بين الواقع والمرتجى)، وقدمها ضمن فعاليات المؤتمر العلمي الذي أقامته نقابة المهندسين في بيروت برعاية وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس بعنوان "الشاطئ اللبناني والخطة الشاملة لترتيب الأراضي".

المهندس الزعبي تحدث في دراسته عن التغييرات السلبية المستجدة في البحر المتوسط الذي يشكل الشاطئ اللبناني جزءاً من شرقه. وأورد إحصاءات خطيرة أثرت وتؤثر على التنوع البيولوجي والحياة البحرية، نتيجة التلوث والاعتداءات التي يسببها الإنسان وسياسات الدول غير الملتزمة بالاتفاقيات الدولية، خاصة أن البحر المتوسط يعتبر مغلقاً إلا من قناتي جبل طارق والبوسفور، ومؤخرا قناة السويس التي رفعت من نسبة الملوحة وقضت على بعض الأحياء في الجزء الشرقي للبحر المتوسط.



وقال: ان الشاطئ اللبناني بشكل عام، يعتبر من أسوأ "الشطوط" على الساحل الشرقي للبحر المتوسط حسب التصنيفات العلمية والمنظمات البيئية المعتمدة نتيجة التعديات الخطيرة لجهة التلوث الكيميائي البيولوجي الفيزيائي والبصري من خلال رمي نفايات الصرف الصحي وجبال النفايات العضوية والسامة وحتى مخلفات البناء والردميات، بالإضافة إلى الاعتداء على التنوع البيولوجي والحياة البحرية من خلال الصيد العشوائي وشفط الرمول وغير ذلك مما أثر بشكل كبير على اختفاء الشُّعب المرجانية والسلاحف البحرية التي تعتبر مؤشراً ومعياراً مهماً على تلوث الحياة البحرية. معتبرا أن شاطئي عكار والمنية متشابهان من حيث السلبيات والايجابيات (طول الشاطئ العكاري 16 كلم) و(طول شاطئ المنية 6 كلم) بمجموع 22 كيلومتراً، أي حوالى ١/١٠ من طول الشاطئ اللبناني.

وتحدث عن مفارقة غريبة هي أن إهمال الدولة للشاطئ العكاري كان نعمة ونقمة في الوقت ذاته، لأن الشاطئ ما زال طبيعياً نوعا ما، ولم تصبه عدوى التعديات على الأملاك البحرية كما حصل للعديد من المناطق إلا في بعض المواقع المحددة كمخيم نهر البارد ومحلة الشيخ زناد وعند مصبات مجاري مياه الصرف الصحي.



 وعدد المهندس الزعبي اهم الايجابيات والسلبيات المتصلة بواقع هذا الشاطئ فقال:

من الايجابيات، أن الشاطئ لم يتعرض للتعديات الاسمنتية العمرانية الكبيرة كبقية الشواطئ اللبنانية، بحيث يمكن استدراك التقصير القائم بحق هذا الشاطئ من خلال مخطط توجيهي نموذجي ولحظ منطقة اقتصادية حرة وتصميم مشاريع صديقة للبيئة صناعية وتجارية وسياحية.

وهو شاطئ رملي وصخري عرضه ما بين 5 أمتار إلى 100 متر مفتوح بمحاذاة الطريق الدولية التي تربط لبنان بسوريا عبر الحدود الشمالية ما بين مصبي نهري البارد والكبير، وعلى مقربة منه مصفاة النفط في البداوي ومرفأ طرابلس من جهة، ومن جهة ثانية على مقربة من مطار الرئيس رينيه معوض في القليعات، وبمحاذاته سكة الحديد القديمة التي بإحيائها ستشكل رابطاً اقتصادياً وحيوياً..