معركة عفرين: أردوغان يخاطر بتعميق الخلاف مع واشنطن

وسط معارضة أميركية لا تصل إلى حد التحذير، وفي ظل غموض في الموقف الروسي، أعلنت تركيا أنها أطلقت عملية عسكرية لطرد مقاتلي "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة من مدينة عفرين بريف حلب.     

واختار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان توقيت العملية بعد أسبوعين من هجوم الجيش السوري بدعم من روسيا وايران في مثلث أرياف إدلب وحلب وحماه، وبعد إعلان الإئتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة عزمه على تشكيل ما سماه بـ"قوة أمنية حدودية" عمادها من المقاتلين الاكراد كي تنتشر على جزء من حدود سوريا مع العراق وتركيا، الأمر الذي أغضب القيادة التركية وموسكو وطهران ودمشق.

كما تسبق عملية عفرين، الحوار الذي دعا إليه المبعوث الاممي الى سوريا ستافان دو ميستورا في فيينا في 25 كانون الثاني و26 منه بين الاطراف السوريين في إطار عملية جنيف. ويسبق الهجوم مؤتمر سوتشي للحوار الوطني السوري المقرر في 29 كانون الثاني و30 منه.

ومع اقتراب موعد الهجوم التركي، تواصل القصف المدفعي لمدينة عفرين. ومما زاد حدة التوتر في المنطقة اتهام "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) بأكثريتها الكردية بقصف مستشفى للامراض العقلية في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي. وتخضع اعزاز لسيطرة فصائل سورية معارضة تدعمها تركيا.

وصرح وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي في مقابلة مع تلفزيون "الخبر" بأن "هذه العملية ستنفذ ... سيتم القضاء على الشبكات والعناصر الارهابية في شمال سوريا. ليس هناك من حل آخر". واكد ان "العملية بدأت بحكم الامر الواقع"، في اشارة الى القصف المدفعي التركي المتواصل منذ أيام.

ومع ان أي موعد لم يحدد لبدء الهجوم التركي، فان مراسلين شاهدوا عصر الجمعة قافلة من نحو 30 اوتوبيساً تنقل أفراداً بلباس عسكري في محافظة هاتاي متجهة الى الحدود السورية.

وقبل الظهر عبر نحو 20 اوتوبيساً تنقل مقاتلين سوريين الحدود من تركيا متجهة الى مدينة اعزاز السورية الواقعة على مسافة 20 كيلومتراً شمال شرق عفرين.

وتسعى تركيا الى لاعتماد على فصائل سورية دربها الجيش التركي لشن الهجوم البري، كما حصل عندما توغلت داخل الاراضي السورية عام 2016.

وأفادت وكالة "أنباء الأناضول" التركية شبه الرسمية، أن نحو ألف مقاتل من "وحدات حماية الشعب" الكردية و"حزب العمال الكردستاني" (المصنفين إرهابيين في تركيا)، انتشروا في مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا.

ومع التحضيرات التركية يبدو أن الحصول على ضوء أخضر من روسيا ضروري لبدء الهجوم، خصوصاً أن روسيا نشرت العام الماضي مراقبين من قواتها في المدينة لمنع مثل هذه المواجهة.

وأمس، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نفيه تقارير إعلامية تحدثت عن انسحاب وحدات من الجيش الروسي من منطقة عفرين في سوريا.

 وكشف مسؤولان اميركيان أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تحاول إقناع إردوغان بعدم اتخاذ خطوات آحادية في عفرين. وعلى رغم أن الولايات المتحدة ليس لها وجود عسكري في المدينة، فإن أحد المسؤولين الأميركيين قال إن عملية في عفرين قد تترك تأثيرات على عمليات الجيش الاميركي في شرق سوريا.

وأشار المسؤولان الاميركيان إلى ان واشنطن تخشى أن تؤدي العمليات العسكرية في عفرين إلى صرف الجهود عن ملاحقة تبقى من مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلامية" في سوريا والعراق.

وقالت المسؤولة الكردية السورية إلهام أحمد إن روسيا "تساوم" على عفرين في مقابل السماح للجيش السوري النظامي باستعادة إدلب.