إطلاق إئتلاف إدارة النفايات: مجموعة ضغط للدفع نحو تطبيق استراتيجية مستدامة لإدارة النفايات!

اذا كانت الدولة اخفقت حتى الان في وضع خطة للنفايات التي تطل برأسها بين الفترة والاخرى، يبدو أن المجتمع المدني لن يستكين في سبيل إجبارها على وضع استراتيجية سليمة وخطة تنفيذية فعالة ومستدامة لادارة النفايات الصلبة في لبنان عموماً وبيروت خصوصاً. من هنا جاء إطلاق "ائتلاف ادارة النفايات" بغية تشكيل مجموعة ضغط مؤلفة من جمعيات ومنظمات وخبراء وأصحاب العلم والاختصاص في مجالات البيئة والصحة والاقتصاد، وناشطين حقوقيين وبيئيين.  

الإئتلاف عرض في مؤتمر صحافي عقد في مبنى "بيريتاك" رؤيته وأهدافه والبنود التي يجتمع عليها، فكانت كلمة البروفسورة في الجامعة اللبنانية سليمى شامات التي أشارت الى أنه "حتى الآن لم تضع الحكومات خطة متكاملة لإدارة النفايات، بدءا من حملات التوعية وصولاً الى اتخاذ اجراءات جدية للتخفيف من استخدام بعض المواد ذات الاستعمال الأحادي وتشجيع استخدام المواد القابلة لإعادة التدوير واعادة الاستعمال، كما اننا لم نر أي مبادرة ملموسة لتوسيع معامل الفرز والتسبيخ ورفع قدرتها وكفاءتها بل على العكس بعض المعامل توقف تشغيلها". وأشارت الى ان الحكومة لم تضع استراتيجية وطنية لادارة النفايات وهي تخالف القوانين العالمية والاتفاقيات الوطنية "عبر تمرير خيارات غير بيئية مثل المكبات البحرية وتوسيعها وردم البحر بالنفايات واعتماد المحارق والترويج على أنها خيارات لا بديل عنها. يسعى الإئتلاف للعمل بكل وسائل الضغط المشروعة على الحكومة وكل السلطات والإدارات المعنية، من أجل وضع وتطبيق استراتيجية فعالة ومستدامة، وخطة تنفيذية لإدارة سليمة بيئياً لقطاع النفايات، وذلك عبر التشبيك والتحالف والمناصرة والتوعية والإعلام وعبر الوسائل القانونية. وتعتمد هذه الخطة وفق شامات على أسس الإدارة المتكاملة للنفايات، التي تبدأ بالتخفيف من إنتاجها أولاً، ثم إعادة استعمالها، وإعادة تدويرها وتصنيعها، وتنتهي بالتخلص النهائي من المتبقيات عبر التقنيات المناسبة للواقع الوطني، والتي تحترم المعايير البيئية الوطنية والعالمية." 

ثم عرض الخبير البيئي الدكتور ناجي المفاهيم العامة للإئتلاف، والتي جاءت في النقاط التالية:

- التخفيف من إنتاج النفايات، واعتماد مبدأ الاقتصاد الدائري باعتباره أمرا ضروريا لمستقبل بيئي واقتصادي مستدام.

- استعادة المواد وتثمينها هو الخيار المفضل لإدارة جميع النفايات المنزلية والتجارية والصناعية.

- إعادة التدوير نشاط ذو قيمة مضافة لمجتمعنا، يساعد على خلق وظائف خضراء تعزز الإقتصاد المحلي.

- إعادة التدوير مسؤولية مشتركة، تتطلب مشاركة المواطنين وتعاون الجميع – منتجين ومستوردين ومستهلكين وإدارات محلية ومركزية.

- توفر السياسات الضريبية الحكومية حوافز مباشرة وغير مباشرة، للتخفيف من إنتاج النفايات واستخدام المواد المعاد تدويرها، وتشجيع تقنيات إعادة التدوير الجديدة، وتطوير البنية التحتية لمراحل الإدارة السليمة بيئيا للنفايات.

- تمكين السلطات المحلية تشريعياً ومؤسسياً وتقنياً ومالياً لإدارة عمليات معالجة النفايات الصلبة.

- وضع استراتيجية وطنية متكاملة ومستدامة لإدارة النفايات الصلبة، من الحكومة بالتعاون مع السلطات المحلية، ووضع معايير المراقبة البيئية والمالية، وتنسيق المشاريع المرتبطة بها. وتسهيل تطبيق هذه الإدارة عمليا من قبل البلديات واتحادات البلديات، بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني.

- توافق مشاريع معالجة النفايات مع القوانين اللبنانية والمعاهدات والاتفاقات الدولية لحماية البيئة، وتعتمد معايير الإدارة الشفافة والسليمة، والحفاظ على الصالح العام.

- الالتزام بالمبادئ المنصوص عنها في قانون حماية البيئة رقم 444/2002 مثل مبدأ الاحتراس ومبدأ العمل الوقائي، ومبدأ تفادي تدهور الموارد الطبيعية، حماية للبيئة وحسن إدارة الموارد الطبيعية.

وكان الإئتلاف قد وجّه كتاب إنذار بتاريخ 17 تشرين الثاني إلى رئيس وجميع أعضاء مجلس بلدية بيروت مطالبين منهم العدول عن قرار اعتماد المحارق كحل لإدارة النفايات الصلبة في مدينة بيروت لما لها من ضرر كبير على البيئة وصحة المواطنين والاقتصاد اللبناني، وحمل الائتلاف البلدية مسؤولية اتخاذ قرار اعتماد المحارق أو ما تسميه "التفكك الحراري" تحت طائلة مراجعة القضاء المختص.

ودعا الإئتلاف كل من يرغب الانضمام اليهم للمساهمة بالضغط على السلطات وتطبيق خطط سليمة بيئياً للنفايات، والمساهمة عبر التخفيف من انتاج النفايات وفرزها واعادة تدويرها. ودعا الى زيارة موقعهم الالكتروني للتعرف أكثر على أعمال الإئتلاف ونشاطاته.

من هو "ائتلاف ادارة النفايات"؟

الائتلاف هو مجموعة من المنظمات والناشطين البيئيين التقوا على تنسيق الجهود لإدارة ومعالجة سليمة للنفايات الصلبة في لبنان عموماً، وبيروت خصوصاً، في ظل انعدام الرؤية والاستراتيجية الشاملة لهذا القطاع وتعددّ الطروحات وفشل السلطات الوطنية في إيجاد حلول مستدامة صحياً وبيئيا. والهدف من الإئتلاف هو الضغط على السلطات المعنية بإدارة النفايات الصلبة لوضع وتطبيق استراتيجية مستدامة وخطة تنفيذية لإدارة هذا القطاع. يعمل الائتلاف على تحقيق أسس تشاركية متكاملة للنفايات تبدأ بالتخفيف من إنتاجها أولاً، ثم إعادة استعمالها، وإعادة تدويرها وتصنيعها، واسترداد القيمة منها، وتنتهي بالتخلص النهائي عبر التقنيات المناسبة للواقع الوطني والتي تحترم المعايير البيئية الوطنية والعالمية.

يضم الائتلاف المجموعات الآتية: بيروت مدينتي، غرينبيس المتوسط/ العالم العربي، AUB Nature Conservation Center، Green Area Lebanon، T.E.R.R.E. Liban، Recycle Lebanon، تجمع الشويفات مدينتنا، طلعت ريحتكم، بدنا نحاسب، صحة ولادنا خط أحمر، Cedar Environmental، منتدى انسان.