معرض One Soul للمصوّرة سيدة جبرا: هذا الجمال المرئي "كَسَف" على إطلالتك الأنيقة سيدتي!

اختارت 2 من الصور الفوتوغرافيّة المفضلة لديها لبيعهما في المزاد العلني الذي أقيم خلال إفتتاحها معرضها المُنفرد الأول قبل أيام، وعاد ريع هذا الحدث الإنسانيّ والفنّي في آن لصالح مركز سرطان الأطفال في لبنان. واعتبرتها الوسيلة الفضلى لتعطي المُجتمع، بعد عام إستثنائي ومليء بالمفاجآت والإنجازات.  

عام تمكّنت خلاله من أن تقترب بضع خطوات من أحلامها التي لم تعد بعيدة، بل أصبحت في مُتناول اليد. وها هي تستعد لإلتقاطها نجمة متوهّجة تليق بالنجاح الذي يتوّج السنوات الطويلة من العمل الجدّي.

اليوم، لم يعد التصوير الفوتوغرافي هواية تُبعد عنها شرّ رتابة الأيام وضغطها. بل أمسى قصّتها الشخصيّة، والقضيّة التي توفّر لها القدرة المُطلقة على التأمل. والقدرة على إختيار الزهور التي تزدهر في مُخيلتها، لتحوّلها تالياً صوراً فاتنة تُبهر العين وتغوي النظر. التصوير هو الإطار المُنمّق الذي تأسر داخله المشاهد التي تسحرها وتفرض حضورها في فنّها.

التصوير إذاً، بالنسبة إلى الفنانة الشابة سيدة جبرا، يجمع ما بين المغامرة والإفتتان والإستسلام الكليّ للجمال المُستتر. إذ أن الشابة تعرف جيداً أن تُظهر الجمال المُتربّص خلف كل ما يُمكن أن نضعه في إطار العاديّ. 

كل صورة تلتقطها هي في الواقع رواية قصيرة، ولم لا حلية صغيرة تسمح لكل من يَقف قبالتها من أن يُترجم "نزواتها وأهوائها" وفق مزاجه في اللحظة.

نحن الآن في الأستوديو الذي أنشأته أخيراً في سن الفيل Le Studio by SJ. والزوّار "ينغلون نغلاً" في الفسحة المديدة التي أرادتها سيدة، الملاذ الفنّي الزاهي الذي يجتمع فيه الناس حول الإبداع والجمال.

وكان لها ما أرادت.

هو إفتتاح معرض One Soul الإستعاديّ الذي يجمع أبرز أعمالها من العام 2010 حتى 2017.

الفُسحة مديدة، ومتانّقة، والصور الفوتوغرافيّة تطل بحجم كبير يُعطيها أبعاداً دراماتيكيّة، آسرة، بحيث يتضح لكل من يقف أمام هذا "المشهد" أو ذاك، بأن سيدة في الواقع تعشق كل ما هو جميل، وكل ما هو فخم في إطلالته ويتسم بالأبهة.

هو جمال لبنان بمناطقه البعيدة والأخرى القريبة، هو هذا الإرث المُتميّز لبلد تعشقه وتعرف جيداً كيف تحاوره وكيف تستخرج من "مغارة أسراره" الأطياب المرئيّة. في الصور، هي المناطق الريفيّة على وجه التحديد تبرز وتتجلّى.

ها هي دوما، وطرابلس وصور والبقاع تنساب بإنخطاف بمناظرها الآسرة. وها هي السيّارات التي ترتدي ثوبها العتيق تدعونا لرحلة عبر التاريخ. وها هي المناظر الطبيعيّة التي تُراقص النظر تُحاكي ذكرياتنا. وأيضاً الأماكن المهجورة التي تستكشفها سيدة ولم لا توثّق تاريخها العابق بالحكايات والنوادر. 

25 صورة تنتظر الزائر حتى 17 الجاري في الأستوديو المُخصّص لفن التصوير، لدور الإنتاج، وعرض الأعمال الفنيّة، وجلسات التصوير الخاصة، ويطل بمساحة 1500 متر.

هي فرصة للوقوف وجهاً لوجه مع الجمال الذي يتجسّد بالصور...ولم لا هي أيضاً فرصة لتذوّق الحلوى على أنواعها المعروضة في الزاوية التي تحمل إسم "ستحلي وتحلّى"... الحلوى ليست للبيع بطبيعة الحال، ولكننا مدعوون للتلذذ بها... وها هي حلوى "الطربوش تغوي شهيّة" هذه السيّدة الأنيقة التي اعتبرتها إستراحة قصيرة من كل هذا الجمال المرئي الذي "كَسَف" قليلاً على إطلالتها المُتأنّقة.

                                       Hanadi.dairi@annahar.com.lb