16 تشرين الثاني "اليوم العالمي للتسامح"... هل ترونه جزءاً من العدالة؟

شعرنا بابتسامة "مهذبة" لدى بعض من اتصلنا بهم سائلين رأيهم في "اليوم العالمي للتسامح الواقع" في 16 تشرين الثاني. حاولنا تغيير منهجية السؤال لكي لا نشعر نحن ومن اتصلنا بهم أن هذه المناسبة السنوية، التي اطلقتها الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام 1993، هي طرح "ينهمر" على عقولنا من السماء او حتى لا تختلف عن مظلة هبطت مصادفة على رؤوسنا، آتية من الفضاء البعيدة. 

أذاً قررنا تغيير نمط سؤالنا من خلال طرح سؤال واضح ومحرج: هل التسامح هو جزء من العدالة؟." حاولت "النهار" طرح هذا السؤال على كل من رئيسة لجنة اهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان وداد حلواني وامين سر لجنة الحوار الاسلامي -المسيحي الدكتور محمد السماك.

لا تسامح دون عدالة!

استغربت حلواني طرحنا هذا السؤال عشية الذكرى الأول لرحيل غازي عاد "رفيق دربها" في النصال من اجل "معرفة مصير اهالينا المخطوفين والمفقودين في لبنان".

وبادرتنا: "لا يمكن ان نسامح فعلياً إذا غابت العدالة عن المواطنين". حددت مفهوم العدالة،" التي نطالب بها، وهي حق معرفة مصير اهالينا، لنسامح فعلياً ودون تردد". عرضت لمفهوم العدالة "التسامحية، ولا نطالب بعدالة عقابية"، مشيرة الى انه "يمكن ان تردنا افكار عن التسامح والمصالحة مع الآخر". وهل هذه النيات تشمل غالبية اعضاء اللجنة-اهالي المخطوفين؟ أجابت: "لا اعرف. الا يجب ان نعرف حقيقة ما جرى ليأتي الطرح عن التسامح في مرحلة مقبلة؟ اعتقد ان قرار التسامح يتعلق بكل فرد، ولا يشمل المجموعة كلها".





احترام التنوع

بدوره، أكد السماك ان "العدالة اسمى من التسامح"، مشيراً الى ان "التسامح يعكس فوقية المتسامح تجاه المتسامح معه". وتوقف عند الفيلسوف الألماني نيتشه الذي شبه التسامح بأنه "إهانة للآخر". وقال: "يتولد من ذلك شعور بالفوقية جراء اهانة شخص للآخر".

وعرض لأهمية التسامح الذي هو "وسيلة بذاتها، بدائية لمقاومة التطرف". واعتبر ان "الوسيلة السامية مبنية على ثقافة احترام الاختلاف واعتباره موجودا". وانتقل الى ترابط الحوار مع التسامح معتبراً "اننا نتحاور لنتعرف الى الاختلافات بيننا".

وانتقل الى الميثاق الجديد الذي وضعته الأونيسكو، "لاحترام التنوعات الدينية والعنصرية بين الناس". وأسف لأن "هذا الميثاق لم يدخل الى ثقافتنا"، معتبراً أن "وزارة التربية والتعليم تتحمل مسؤولية عدم ادراج هذه المواثيق الدولية في البرامج التربوية".

وعن أهمية تحديد هذا التاريخ كيوم عالمي للتسامح، قال: "يجب ألا نقلل من قيمة هذا القول، انما نحن في حاجة الى هذه المبادرات رغم اننا مقصرون في نشر رسالة المحبة والسلام بين الناس".

متى انطلقت الذكرى؟

يشير موقع الجمعية العمومية للامم المتحدة الى أن "ذكرى اليوم الدولي للتسامح تعود الى العام 1993، حين حددت الجمعية يوم 16 تشرين الثاني من كل سنة يوماً عالمياً للتسامح. أما ابرز أهداق المنظمة فتكون، وفقاً للموقع، دعوة الى "اعتلاء قيم التسامح بين البشر على اختلاف دياناتهم وثقافاتهم وعرقياتهم، من اجل تحقيق حياة افضل للإنسانية التواقة الى التسامح بين جميع البشر"، معتبرة أن "التسامح قيمة حضارية ملهمة ولغة انسانية راقية".

و لا شك ان نشر ثقافة التسامح في منازلنا، مدارسنا، وجامعاتنا، ومساجدنا تعطي دفعاً للتسامح "كحق أساسي، وقيمة انسانية رائعة ووسيلة لتعزيز ثقافة الاختلاف. فمتى نبادر قبل فوات الاوان؟.







Rosette.fadel@annahar.com.lb