الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لماذا نلقي باللائمة على بلفور؟!

معتصم حمادة
Bookmark
لماذا نلقي باللائمة على بلفور؟!
لماذا نلقي باللائمة على بلفور؟!
A+ A-
يستحق اللورد بلفور أن يكتب ما كتب عنه في الذكرى المئوية لإطلاق وعده بإقامة وطن قومي لليهود، بقيادة الحركة الصهيونية في فلسطين. فالوعد المذكور شكل عنواناً لمشروع إستيطاني بريطاني ــــ صهيوني، جاء الانتداب ليتولى تحقيقه بتعاون وثيق بين الجانبين، ورغم أنف الحالة الفلسطينية المعارضة. غير أن هذا كله لا يلغي أن نطرح على أنفسنا، ولو بعد مئة سنة، أسئلة جادة وجارحة، قد تكون إجاباتها مدخلاً لمراجعات سياسية لحالة فلسطينية تبدو في ظل التحالف الأميركي ـــــ الإسرائيلي، شبيهة بتلك التي سادت في ظل الانتداب (الاستعمار) البريطاني لفلسطين والتي أدت إلى النكبة الوطنية والقومية الكبرى. السؤال الأهم هو هل كان تحقيق وعد بلفور "حتمية تاريخية" وقدراً لم يكن بالإمكان إحباطه، وبالتالي إفشال المشروع الصهيوني في تحويل فلسطين إلى "وطن قومي لليهود"، رغم أن اليهود كانوا أقلية والفلسطينيين كانوا أكثرية. وهل تعامل الفلسطينيون، والمقصود زعاماتهم السياسية العليا، مع الإنتداب البريطاني على أنه قوة إحتلال تحمل مشروعاً يهدف إلى تمزيق البلاد وتشريد العباد، أم أنهم تعاملوا مع الأمر، وكأنه كان ممكناً الفصل بين معارضة وعد بلفور، وبين إمكانية إقامة صداقة وتعاون مع سلطات الإنتداب. وإلى أي مدى لعبت المصالح الذاتية لدى القيادات السياسية الفلسطينية، المتمحورة حول عائلات معينة، دوراً في إضعاف قدرة المعارضة الفلسطينية على قطع الطريق على المشروع الصهيوني الذي كان ينمو بمؤسساته الاقتصادية والسياسية والنقابية والعسكرية تحت أنظار الفلسطينيين. ولماذا لم تلجأ القيادات السياسية الفلسطينية إلى بناء المؤسسات "السلطوية"، على غرار التجربة الصهيونية، والتي بإمكانها أن تشكل نواة لقيام الدولة الفلسطينية بعد رحيل الانتداب. ولماذا اتبعت هذه القيادات سياسة "المعارضة السلمية" لسياسة الانتداب والمشروع الصهيوني، ولماذا تخلت عن دورها القيادي في ظل الثورة الفلسطينية الممتدة من العام 1936 إلى العام 1939، وما معنى مقاطعتها لجنازة تشييع الشهيد عز الدين القسام، صاحب تجرية الكفاح المسلح (التي أجهضت قبل أن تكتمل عناصرها). وثم لماذا تأخرت القيادات الفلسطينية في بناء أحزابها الفلسطينية، وتخلت عن أوهامها القومية بقيام الدولة العربية الواحدة مع سوريا، (باعتبار فلسطين جنوب سوريا) حتى بدايات الثلاثينات. أي بعد حوالي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم