ما ردّ "حزب الله" على مبادرة الحريري؟

تنكب الأحزاب والقوى السياسية على تحليل مضمون وشكل مقابلة الرئيس سعد الحريري التلفزيونية لتبني على الشيء مقتضاه، وخصوصاً أن الحريري وضع معادلة جديدة لاستمرار التسوية في البلاد وما موقف "حزب الله" من مطلب رئيس الحكومة . 



صحيح أن "حزب الله" مشهود له بالتروي قبل إطلاق مواقف من المستجدات السياسية الداخلية والخارجية ويكتفي بإطلالات أمينه العام السيد حسن نصرالله ومواقف قيادييه خلال المناسبات الاجتماعية ، ولكن ضخامة الحدث الذي تركته استقالة الحريري من الرياض وإعادة التأكيد عليها خلال الإطلالة التلفزيونية الأخيرة وتخييره من يعنيهم الأمر بين النأي بالنفس الفعلي أو المجهول دفع مصدر قيادي في الحزب للتعليق على طلب الحريري وكشف لـ "النهار" أن "حزب الله متمسك بمضمون الخطابين الأخيرين للسيد نصرالله لجهة عودة الحريري الى لبنان لاستبيان ملابسات الاستقالة وايضاً الابقاء على قناعة مفادها أن رئيس الحكومة تعرض لضغوط لتقديم استقالته". ويضيف "الحزب يتبنى بشكل قاطع ولا لبس فيه البيان الصادر عن الرئاسة اللبنانية وخصوصاً بعدم الاعتداد بما صدر أو سيصدر عن الرئيس الحريري طالما لا يزال في الرياض تحت ما يشبه الاقامة الجبرية".

أما عن طلب الحريري انسحاب الحزب من مناطق المنازلة مع السعودية وحلفائها سواء في سوريا أو اليمن او غيرهما، فيجيب القيادي "إن كل الازمات التي تحيط بالمنطقة سبقت التسوية في لبنان، فأزمة اليمن بدأت قبل 1000 يوم بينما التسوية دخلت بالامس القريب عامها الثاني وكذلك الامر بالنسبة للازمة السورية التي عمرها تجاوز الـ6 سنوات وتالياً كيف يمكن وضع هذه المعادلة والحريري يعلم كل هذه المعطيات، عدا عن أن السعودية التي وافقت على التسوية هي بدورها على علم بهذه التفاصيل وتالياً لا يمكن التذرع بهذه الازمات ووضع معادلة بهذا الشكل".

اذاً لا قبول مبدئياً للمعادلة التي وضعها رئيس الحكومة وان كانت مواقفه التي تلت الاعلان الملتبس عن الاستقالة أقل حدة وتحت سقف البيان التلفزيوني الشهير.

وفي سياق متصل تأمل أوساط وازنة في قوى 8 آذار أن تنجح المبادرة المصرية التي يقودها وزير الخارجية سامح شكري قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة الأحد المقبل بطلب سعودي لمناقشة ما سمته المملكة التدخلات الايرانية في الدول العربية، وكذلك انتظار نتائج الجولة المرتقبة لوزير الخارجية جان إيف لودريان الى الرياض هذا الاسبوع لاستيضاح الظروف المحيطة بإقامة الحريري في السعودية ومواقفه الأخيرة ومحاولته تأمين عودته الى بيروت وتظهير المخرج الفرنسي وربما الدولي للأزمة الراهنة سواء بالإصرار على الاستقالة او بالعودة عنها. وتختم هذه الاوساط "إن كل ما يطرحه الحريري لا يمكن مناقشته قبل عودته الى لبنان واجتماعه مع الرئيس ميشال عون وشرح كل الملابسات مع اقتناع لديها ان التسوية التي انهت الشغور في سدة الرئاسة قد سقطت وفي أحسن الاحوال ترنحت واهتزت بدءاً من 4 تشرين الثاني الحالي وهو اليوم الذي كان بدأ فيه الحريري استشاراته لتأليف حكومة استعادة الثقة قبل عام".

Abbas.sabbagh@annahar.com.lb

@abbas_sabbagh