الرغبة الآن أن أضمّ حلب كأنثى قادمة من الغياب

نادر القاسم

حلب 

الرغبة الآن أن أضمّ حلب كأنثى قادمة من الغياب

أن تغتسل روحي بنوافير الحديقة العامة

أن أستقل حافلة الدائري الشمالي أو الجنوبي

وأسمع الأغنيات الهابطة التي كانت تزعجني

أشتهيها الآن مثل أعمال خالدة

لا شيء يعادل رغبة الحلبي

وهو يشتاق لمقهاه

إن كان يطلّ على ساحة سعدالله الجابري

أو أي مكان آخر من تفاصيل المدينة

حتى غربان الحديقة العامة

أجمل ألف مرة من غربان البورغ

لا معادِل موضوعياً لحلب

كلما مررتُ هنا في شارع قديم

ومرصوف بحجارة سوداء

أقول لروحي

سأصل بعد قليل لساحة الحطب

أو أقول لروحي الغائبة عني

سأصل لقلعة حلب

لا زلت أعيش براءة الهتافات الأولى

حيث تصل الأرض بالسماء

لا معادل موضوعياً لروحي سوى حلب

ولا معادل لحلب في كل هذا العالم.