القوّات العراقيّة تسيطر على معبر الخابور الحدودي مع تركيا

انتشرت #القوات_العراقية اليوم في أحد المعابر البرية الرئيسية مع #تركيا، لتضع بذلك موطئ قدم لها على الحدود التي يسيطر عليها الأكراد، للمرة الأولى منذ عقود، ولتفرض أيضا أحد مطالب #بغداد الأساسية من #الأكراد. 

وتقع حدود العراق البرية مع تركيا بالكامل داخل المنطقة الكردية شبه المستقلة، ويسيطر عليها الأكراد منذ ما قبل سقوط صدام حسين العام 2003.
لكن الحكومة المركزية العراقية تطالب بوجود لها في كل نقاط العبور الحدودية منذ أجرى الأكراد استفتاء على الانفصال الشهر الماضي تعتبره بغداد غير قانوني. 

وقال مصدر أمني في بغداد إن العراقيين أنشأوا مواقع بين نقاط التفتيش التركية وتلك التابعة لكردستان العراق عند المعبر الحدودي بين بلدة الخابور التركية وبلدة فيش خابور في الإقليم.
وبذلك سيتعين على السيارات التي تريد عبور الحدود اجتياز 3 نقاط تفتيش، تركية وعراقية وكردية. 

وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم لأعضاء في حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في البرلمان في العاصمة أنقرة: "تم تسليم بوابة الخابور الحدودية إلى الحكومة المركزية هذا الصباح".

من جهتهم، اعلن مسؤولون في حكومة إقليم كردستان أنهم لم يتخلوا عن السيطرة على المعبر. وقال هوشيار زيباري، وزير الخارجية العراقي السابق والمستشار الحالي لحكومة إقليم كردستان لـ"رويترز"، إن المناقشات مستمرة للسماح "بإشراف" عراقي على الحدود.

وأطلع مسؤول عراقي "رويترز" على صور للعلم العراقي وهو يرفع على البوابة الحدودية، حيث نُشرت قوات عراقية وتركية. ورفعت أيضا الأعلام التركية.

ومسألة السيطرة على المعبر الحدودي لها أهمية حيوية للمنطقة الكردية. ويعبر الحدود عند معبر فيش خابور خط الأنابيب الرئيسي الذي ينقل نفط شمال العراق، وتعد صادرات الخام منه المصدر الرئيسي للمال بالنسبة الى الأكراد.

تغير ميزان القوى

وتغير ميزان القوى بين قوات الحكومة العراقية المركزية والمنطقة الكردية شبه المستقلة، منذ أجرى الأكراد الاستفتاء في 25 أيلول.
وأمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قواته باستعادة السيطرة على كل الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد خارج حدود منطقتهم شبه المستقلة. وتمت السيطرة على معظم هذه الأراضي في غضون أيام هذا الشهر. 

كذلك، تطالب بغداد بالسيطرة على كل المعابر الحدودية مع تركيا وإيران. وحصل العبادي على تأييد طهران وأنقرة لخطواته ضد الأكراد.
وقال الجيش العراقي إن وفدا، بقيادة رئيس أركان الجيش العراقي الفريق عثمان الغانمي، يزور منطقة فيش خابور، للسيطرة على نقاط التفتيش الحدودية الدولية مع كل من تركيا وإيران، وتلك التي يديرها الأكراد. 

وافاد زيباري أن الأكراد مستعدون للقبول "بإشراف العراقيين على المطارات والمواقع الحدودية للتأكد من التزام الجميع". لكن أي وجود من هذا النوع يجب أن يتحقق عبر المفاوضات، وليس بالقوة.

ويمثل الشقاق بين الأكراد والحكومة العراقية تحديا كبيرا بالنسبة الى واشنطن المتحالفة مع الجانبين. وحضت الولايات المتحدة الأكراد على عدم إجراء الاستفتاء، خشية أن يؤدي إلى رد فعل.

وكشف الاستفتاء والخلاف مع بغداد في أعقابه عن صدوع غائرة داخل القيادة الكردية. وأعلن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني الأحد أنه سيتنحى. واتهم قوات الأمن الموالية لحزب سياسي منافس بالخيانة العظمى، لأنها سلمت السيطرة على أراض للحكومة المركزية من دون قتال.

وأجرت حكومة إقليم كردستان محادثات مع الحكومة المركزية من الجمعة إلى الأحد لحل الصراع.
وقال يلدريم إن تركيا وافقت على فتح بوابة حدودية أخرى مع العراق، ضمن طريق يؤدي إلى مدينة تلعفر التي تقع على بعد نحو 40 كيلومترا غرب الموصل، وتقطنها أغلبية من التركمان.