متضررو حي السلم: عاتبون على "حزب الله" ونعتذر عن الإساءة للسيد

ندى أيوب

المشهد مختلف اليوم في حي السلم. هذه المنطقة المكتظة سكانيا والمزدحمة باستمرار حيث يعلو الضجيج وتُسمعُ أصوات الباعة من هنا وهناك، هادئة اليوم هدوء ما بعد العاصفة. أمام ما كان يمثل مصدر رزقهم الوحيد، يقف المتضررون من حملة إزالة المخالفات في حي السلم يتأملون كيف تحولت خلال ساعات قليلة من محال وأكشاك الى مجرد ركام. 

"غافلونا وأتوا في ساعات الفجر ليهدموا محالنا وأرزاقنا" هكذا بدأ عماد دندش حديثه لـ"النهار"، قائلا: "هدموا ثلاثة محال أملكها من دون سابق إنذار وخسارتي تقدر بـ 500 ألف دولار"، سائلاً: "هل المطلوب أن أتسول في الطرق وأنا لا أملك مصدر رزق آخر؟".

نفى دندش حصول أي إطلاق نار في المحلة، لافتا الى أن هذه المحال موجودة في مكانها منذ نحو 20 عاما، مؤكداً أن "الإنذارات التي أرسلت إلى المخالفين متعلقة بالمقاهي فقط على اعتبار أن بعضها يروج للممنوعات، والانذارات لم تشمل باقي المحال التجارية". ويشرح أن إعادة فتح الطريق تمت بعد معلومات عن تعويضات ستقدم لهم، من قبل "حزب الله" الا أنهم لغاية اللحظة لم يحصلوا عليها".

وقدم دندش الاعتذار عن الاساءات التي طالت الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، قائلاً: "أرواحنا ودماؤنا وأطفالنا فدا السيد، ونناشده النظر بأمرنا"، معتبراً أن "قرار الازالة لم يكن ليطبق من دون موافقة "حزب الله" عليه"، مطالباً بمنحه رخصة لاعادة فتح محاله وتعويض الأحزاب الفاعلة في المنطقة أي "حزب الله" و"حركة أمل" وبلدية الشويفات لخسارته المادية.

وخلال الحديث مع عماد يقترب هادي دندش، شاب في العشرين من العمر وصاحب أحد المقاهي المهدمة، ليوجه رسالة الى الدولة اللبنانية مفادها: "لسنا ضد ازالة المخالفات لكننا اجبرنا على ذلك لعدم توافر فرص العمل الا لمن يملكون وساطة قوية، فلتساعدنا الدولة في ايجاد عمل"، مؤكداً أن أصحاب المقاهي تبلغوا بإنذارات الاخلاء منذ قرابة الأسبوع.

أما أبو علي زعيتر، فيجلس في محلٍ استأجره حديثاً بالقرب من مقهاه المدمر، يستغرب توقيت العملية نظراً إلى أنه كان قد سأل عن موعدها، والجواب كان: "لن نذهب إلى حي السلم الآن"، مؤكدا لـ"النهار" أنه تقدم بطلب رخصة من بلدية الشويفات منذ 3 سنوات ليصبح وضعه قانوني فقالوا له: "روح نحنا حي السلم بحياتنا ما منقرب عليه"، واستنكر زعيتر طريقة التنفيذ خصوصاً أنه لم يُسمح لهم بإخراج ما لديهم من بضائع، مضيفا، "عندما طلبت ذلك من القوى الأمنية أخرجوني بالقوة وتعدوا على أحد أبنائي بالضرب مع العلم أنه لم تصدر أي مقاومة من قبلنا".

ورفض زعيتر كل الشتائم التي مست نصرالله، موضحاً "أن "حزب الله" لم يمنح الغطاء لأي خارج عن القانون في يوم من الأيام في حي السلم، وأن إزلة المخالفات أمر قانوني، لكن العتب على الحزب أنه تخلى عنا وهو يرى تعرضنا للهمجية والعنف من قبل القوى الأمنية"، مشيرا الى أن "مخابرات الجيش تتابع الموضوع حاليا مع "حزب الله"، ونحن نطالب الجهات المعنية بدفع تعويضات".

أحدهم يقاطع زعيتر ليقول: "الدولة تستقوي على الفقير لكنها لا تستطيع استرجاع املاكها البحرية المعتدى عليها، وهي المقصر الأول بحق هذه المنطقة وليس الأحزاب".