بعد الرقة إلى أين تتجه الولايات المتحدة؟


طرحت هزيمة تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في الرقة، معقله السابق في سوريا، تساؤلات شائكة امام القوات الأميركية التي تدرب المقاتلين المنتصرين وتسليحهم تتعلق بالخطوة التالية الواجب اتخاذها. 

ومنذ ان بدأت الولايات المتحدة اواخر عام 2014 بشن غاراتها على "داعش" في سوريا، وكذلك دعم قوات ذات غالبية كردية على الأرض هناك، تجنبت ادارتان متتاليتان في واشنطن التطرق الى أي استراتيجية طويلة الأمد مع التكرار ان التدخل يتركز فقط على محاربة الجهاديين.

ويقول مراقبون إن الولايات المتحدة تخسر فاعليتها في هذه الأزمة المعقدة، الى فشلها في التعامل معها بطريقة مناسبة، وإنها اختارت عوض ذلك الخطاب المبسط والنظر الى العنف في سوريا فقط من زاوية عملية مكافحة الارهاب.

وقال السناتور جون ماكين هذا الاسبوع: "ما نحتاج اليه عوض ذلك هو استراتيجية شاملة تأخذ كل العوامل الاقليمية في الاعتبار". وأضاف: "نريد صياغة واضحة لمصالحنا والطرق والوسائل التي ننوي استخدامها لحماية هذه المصالح. ثمة شعور قوي بغياب استراتيجية كهذه حتى لو كنا نحتفل بهذا النجاح المهم" في الرقة.

وينتشر نحو 900 جندي أميركي معظمهم من القوات الخاصة في شمال سوريا، وفر وا دعماً حاسماً لـ"قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) المكونة من الأكراد والعرب.

واستفاد المقاتلون العرب والاكراد المحليون من التسليح والخبرات العسكرية التي قدمها المدربون الاميركيون وخصوصا كيفية طلب شن غارات جوية.

ومن الناحية العسكرية، لم ينته القتال ضد "داعش" في سوريا بعد، ولا يزال الجهاديون ينتشرون في بلدات وادي نهر الفرات وقراه.

وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت: "سندعم جهود الاستقرار في الرقة والمناطق المحررة الاخرى، ويشمل ذلك تنظيف المناطق التي خرج منها تنظيم الدولة الاسلامية من الألغام واستعادة الخدمات الاساسية ومساعدة هيئات الحكم المحلي".

ويواجه الرئيس دونالد ترامب، الذي تحدث قليلا عن سوريا ولم يذكر قط اي استراتيجية طويلة الامد، وضعاً مختلفاً عن سلفه باراك اوباما الذي أصدر الأمر ببدء العمليات العسكرية في سوريا.

وصرح جون هانا مستشار مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات ومستشار الأمن القومي السابق لنائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، بان من المستبعد ان تؤشر استعادة الرقة لنهاية التدخل الأميركي في سوريا.

وقال ان تشدد ترامب مع ايران ورفضه الاسبوع الماضي الاقرار بالتزام طهران الاتفاق النووي يجب ان يترجما الى افعال لاستئصال نفوذ طهران في سوريا.

وأضاف: "اذا كان هناك من معنى لاستراتيجية الرئيس ترامب لمواجهة ايران، فانها يجب ان تتضمن جهودا قوية لاحتواء دور الحرس الثوري الايراني وتحجيمه في سوريا...هذا يعني منع ايران وحزب الله وميليشياتهم الشيعية التي تحارب بالوكالة من بسط سيطرة من دون منازع على شرق سوريا والحدود العراقية - السورية الحيوية لهدف ايران الاستراتيجي انشاء ممر بري من طهران الى البحر المتوسط فالحدود الاسرائيلية".

وحذر من ان نتيجة كهذه قد تتسبب ببدء العد العكسي لصراع ايراني- اسرائيلي.