لؤي ينحت البيض وليس الصخر! (صور)

كان حلمه ان يصبح نحاتا مشهورا وان يقدم أعمالاً فريدة لا مثيل لها. لوهلة ظنّ ان قشور البيض سهلة، والنحت فيها مذاق المبدعين، لكنه سرعان ما اصطدم بجدار صعوبة العمل. في مواجهة هذه الصعوبة، قبِل لؤي كاسب التحدي، واقتحم عالم "النحت" من باب الابداع.  

ابن راشيا الوادي العشريني الذي يسكن في منزل حجري مع والديه وشقيقته، استلهم من البيض رمزية الحرية والانسانية والوطنية. فشارك في العديد من المعارض مقدما نموذجا جديدا في عالم النحت، وطموحه "ان تتحول منحوتاتي الصغيرة الحجم الكبيرة المضمون، لغة المتحررين من طابور التزييف، والمكبلين بسياسات "فوضائية"، ابعدت الشباب عن احلامهم وطموحاتهم".

تتقاطع منحوتات لؤي التي فاقت الخمسين، مع واقع لبنان، من الطفولة المعذبة، والوطنية، والوحدة، والسياسة الواقعية، الى جسور تعيد لحمة الوطن، الى ربوع شبابه، فمن يتابع خطوط منحوتاته وتعرجاتها االصعبة والمعقدة، يقف امام مشهد قلّ نظيره، خصوصاًانه ادخل الاضاءة على اعماله، مما اضفى جمالية ناطقة بسياسة شعب يبحث عن التغير. 

ساعات يمضيها لؤي في متحفه الصغير واصلاً ليله بصباحه، وهو يحفر أفكاره على قشر البيض الرقيق، "مش سهلة تحفر عالبيض، كتير صعب، وصعوبته حفزتني لاطرح الكثير من الافكار عليها، لان الصعاب تصنع العمالقة". 

"الامل"، "التشتت"، "الانشقاق"، "الحب" و"الوطن"، بعض من أسماء منحوتاته التي يجسد عبرها الحاجة الى تصويب بوصلة الحياة، عبر خطوط متقابلة ومتجانسة، وفي اعتقاده "أننا نعيش ثورات مختلفة، وانا اعيش ثورة في عالمي، اطمح الى ان احدث خضة ما في نفوس الشباب، اريد ان اصنع حلما في وطني، صعب المنال ولكنه ليس مستحيلا".