زيارة الرئيس عون لايران الى 2018

أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مساعد وزير الخارجية الايراني حسين جابر الانصاري حينما زاره في 22 اب الماضي عزمه على تلبية الدعوة الرسمية التي كان تلقاها من نظيره حسن روحاني لزيارة طهران. ومع ان موعد المحطة الرئاسية اللبنانية في ايران لم يحدد رسميا، بيد ان المعلومات المتداولة والمسرّبة من اكثر من جهة مطّلعة رجحت حصولها في شهر تشرين الاول. فهل تصدق التوقعات في ظرف داخلي بالغ الحراجة واقليمي محفوف بالمخاطر وغير محسوم التوجهات والنتائج؟

ترجح اوساط سياسية لـ "المركزية" الا تتم الزيارة اللبنانية الى طهران قبل مطلع السنة المقبلة او في احسن الاحوال في نهاية الجاري، لسلسلة اعتبارات تأتي في مقدمها حساسية الوضع السياسي على الساحة المحلية وعودة الكباش الحاد بين محوري مؤيدي ومناهضي طهران بما تمثل اقليميا ولبنانيا، بفعل موجة الدفع نحو التطبيع مع سوريا التي قادها "حزب الله" باعتبارها ضرورة لا بد منها، تارة لإعادة النازحين السوريين الى ديارهم واخرى لتصريف الانتاج الزراعي، وثالثة لنيل لبنان حصة من قالب اعادة اعمار سوريا قبل ان يتوجها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بلقائه الشهير مع نظيره السوري وليد المعلم في نيويورك الذي صب الزيت على النار، فألهب السجالات واستعاد مناخات التشنج والانقسام التي كانت بددتها التسوية الرئاسية الشهيرة.

وتضيف ان رئيس الجمهورية الحريص على الحفاظ على التوازن القائم حالياً في البلد، ولو أن موقعه الشخصي محسوم مسبقاً ومعروف في أي خانة يضع نفسه، لا يمكن ان يقدم على اي "دعسة ناقصة" من شأنها ان تؤجج الصراع وتسهم في اصابة "التسوية" التي نقلته من الرابية الى قصر بعبدا بانتكاسة قد لا تخرج منها معافاة، بل يبذل قصارى جهده لالتزام مضمون خطاب قسمه الرئاسي لجهة الابتعاد عن المحاور وتحييد لبنان عن الصراعات الخارجية، وهو أمر يحظى بإشادة دولية وثناء من اكثر من جهة، سمعها الرئيسان عون في فرنسا والمملكة العربية السعودية وسعد الحريري في موسكو وباريس، حيث كان تأكيد على وجوب التزام سياسة النأي بالنفس والحياد كضرورة لصون لبنان واستقراره.