جنون التراشق بالتهديد النووي

راجح الخوري

كيف استطاع #البيت_الأبيض الذي لن يمحو التاريخ قط من جبينه وصمة هيروشيما وناكازاكي، ان يصدر بياناً يحذّر فيه موتور ومهووس بالنوويات باستعمال السلاح النووي رداً على تهديداته الحمقاء؟ 

لكنه كيم جونغ أون الفنان في جنون القتل من جهة، ودونالد ترامب "المتهوّر وعديم الخبرة" من جهة ثانية كما يقول جون ماك. وهكذا بين استعراضية الطاووس المتشاوف في البيت الأبيض والصبي الأرعن في بيونغ يانغ، يقف العالم على حافة احتمالات الجنون النووي، ما لم تنجح إطفائيات الرئيسين الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير #بوتين في وقف هذا التصعيد الأحمق، الذي أشعله مجنون كوريا الشمالية ولم يتداركه كما يجب إستعراضيّ البيت الأبيض.

ورغم ان ما بين ترامب وشي جين بينغ وبوتين جداراً متصاعداً من الخلافات، يبقى الرهان على بيجينغ وموسكو لوقف الجنون، الذي يخشى في كل لحظة ان يبدأه ديكتاتور كوريا الشمالية فيضطر ترامب الى الرد، واذا ذهب الأمر الى النوويات فان الخطر يتهدد المنطقة هناك والعالم!

لست أدري ما اذا كان ترامب قد درس او تأمل او حلّل شخصية كيم جونغ أون، وما اذا كان المسؤولون في إدارته قد زوّدوه النصائح الضرورية حول الطريقة الأصلح للتعامل مع أون، وخصوصاً ان تاريخ الصراع بين البلدين عمره أكثر من سبعين عاماً، ولكن اذا كان ترامب لا يجيد سوى بناء الأبراج السكنية وهدم الأبراج السياسية، فإن الشاب أون [٣٤ عاماً] لا يجيد غير تجويع الكوريين الشماليين ليصنع الصواريخ والقنابل النووية، وابتكار طرق مروعة للقتل، وقد وصلت أساليب الطغيان عنده الى ان النساء يغرقن في البكاء الى جانبه بدلاً من الضحك، لأنهن لا يصدّقن، خوفاً طبعاً، أنهن في حضرة إله البلاد !



ان التهديد بالعقوبات الاقتصادية والعسكرية النووية لا يفيد مع المجانين، وعلى ترامب وضباطه في البنتاغون ان يتذكروا هذا الشريط من إبداع أون :

أعدم 80 مسؤولاً في الدولة حتى الآن، أطلق الرصاص على حبيبته امام الجمهور بعد اتهامها بالتغاضي عن تصوير فيلم متهتك، أعدم وزير دفاعه هيون يونغ شول بمدفع مضاد للطائرات في ساحة عامة امام أسرته لأن النعاس غلبه في عرض عسكري، جوّع 120 كلباً لمدة خمسة أيام والقى إليها بزوج عمته جانغ سونغ لتلتهمه بعد اتهامه بالخيانة والفساد. وعندما شكت عمّته أجبرها على الإنتحار بشرب السم، كما أنه أحرق وزير الأمن العام سانغ هونغ بقاذفة اللهب، وقتل أخاه الأكبر من غير والدته كيم جونغ - نام في ماليزيا بعدما فرّ الى خارج بيونغ يانغ.