"البندقية ٧٤" افتُتح بـ"داونسايزينغ": حلّ ألكسندر باين (الغرائبي) لحماية الكوكب!

تفتتح “موسترا” البندقية هذه السنة (٣٠ آب - ٩ أيلول) بفيلم “داونسايزينغ” لألكسندر باين. أربع سنوات بعد “نيفادا”، يعود المخرج الأميركي من أصل يوناني إلى السينما بكوميديا سوداء لا تخلو من الخيال العلمي عُرضت هذا الصباح على الصحافة، على أن يشق طريقه إلى الجمهور العريض هذا المساء بمشاركة فريق العمل ولجان التحكيم برئاسة الممثلة الأميركية أنيت بينينغ وحشد من أهل السينما. هذا سابع فيلم لباين الذي استطاع خلال عقدين فرض رؤية سينمائية ناضجة في أفلام أُنتِجت على هامش هوليوود. 

بعد “لا لا لاند” لداميان شازل في افتتاح الدورة الماضية والحبر الذي أساله في الأشهر التي تلت عرضه الفينيسي، وصولاً إلى فوزه بست جوائز “أوسكار”، نحن أمام فيلم أميركي آخر يطمح إلى مصير مشابه، ولو أنه ينطوي على “غلامور” أقل. فباين يتعامل مع عناصر عادية جداً لإنجاز عمل هاجسه الأول الإبهار. ولا نقصد الإبهار الرخيص، بل ذلك الذي يجد جذوره في الفكر والنقاش والالتزام بقضية إنسانية. “داونسايزينغ” يحذو حذو الكثير من الأفلام التي تدور على بطل أميركي عادي يجد نفسه فجأة في ظروف استثنائية ليس مهيئاً لها، فتصبح تلك الظروف بمثابة امتحان له ولقدراته ولجوهره الآدمي. طبعاً، سيخرج منها منتصراً أو خاسراً، وفي الحالتين يحصل تغيير في حياته يجعله يعيد النظر في مسلّماته واقتناعاته ومواقفه.  

هذه هي حال بول (مات دايمون) الذي يجسّد النموذج الأبهى للمواطن الأميركي العادي. كلّ شيء في حياة هذا الذي يعيش في أوماها يبدو منسقاً كي لا يخرج من دائرة المستهلك المغلقة. أمام انعدام الفرص، يقرّر هو وزوجته تصغير حجمهما…  

“ماذا؟”، قد يصرخ مَن يطالع هذه السطور في هذه اللحظة. نعم، لقد قرأت جيداً عزيزي القارئ، فالعالم الذي يعيش فيه بول بات يتيح (لمن يرغب) التحوّل من شخص طوله متر وثمانون سنتمتراً إلى ١٢ سنتمتراً فقط لا غير، وهذه ثمرة اختراع نرويجي - كما سنرى في مطلع الفيلم - للحد من الكثافة السكّانية وحماية البيئة. فهؤلاء “الأقزام” لديهم قراهم الخاصة بهم، يعيشون فيها كأنهم يعيشون في “ديزني لاند”.