افتتاح أول حانة للصمّ مزودة بمكان للرقص... "تنبعث من أرضيتها ذبذبات للشعور بإيقاع الأغنية"

في وسط حي تشابينيرو في بوغوتا حانة هي الأولى من نوعها في #كولومبيا، تراعي وضع الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في السمع.

على إحدى الطاولات تجلس الشابتان الصديقتان إيرين وكارول معا لأول مرة في مكان عام، ففي هذه الحانة يكفي أن تضيء الشابتان المصابتان بالصمم مصباحا صغيرا على الطاولة حتى يأتي النادل إليهما ويتخاطب معهما بلغة الإشارة.

وتقول ماريا فينيغاس إحدى مالكي الحانة: "إنها الحانة الأولى في بوغوتا وفي كولومبيا عموما التي تُعتمد فيها لغة الإشارة للتخاطب بين العاملين فيها والزبائن".

وتقع هذه الحانة في حي تشابينيرو، الذي يعجّ بالحياة في العاصمة البالغ عدد سكانها ثمانية ملايين نسمة، وهو مجاور لحانات أخرى تضجّ بالموسيقى.

وتضيف ماريا: "الهدف هو أن نتكيّف نحن مع الصمّ، لا أن نجعلهم هم يتكيّفون معنا كما هو الحال عادة".

الحانة مزّودة بشاشات تعرض مقاطع غنائية مصوّرة تتناسب ووضع الزبائن الصحي، إذ أنها تبثّ ترجمة لكلمات الأغاني بلغة الصم، وفيها أيضا مكان مخصص للرقص تنبعث من أرضيته ذبذبات تجعل الصمّ يشعرون بإيقاع الأغنية. 

أما قائمة الطعام والشراب فمكتوبة هي الأخرى بلغة الصم، إضافة إلى ألعاب جماعية مثل الدومينو.

تأمل ماريا وشريكاها أن تشكل حانتهم مركز جذب للصم، البالغ عددهم في بوغوتا 54 ألفا، وفقا للأرقام الصادرة عن المعهد الوطني للصم، إلا أن زبائنها لا يقتصرون على من حُرموا نعمة السمع. 

وتقول إيرين (23 عاما) وهي تتحدث بلغة الإشارة: "إنها المرة الأولى التي استطيع فيها أن أشعر بالموسيقى، إنها المرة الأولى التي يمكنني فيها أن أرقص".

النادلون الستة في الحانة هم أيضا من الصم، ومع أن كثيرا من الزبائن يجهلون لغة الإشارات إلا أن ذلك لا يحول دون التفاهم على نوع الطعام وصنف الشراب، سواء بالإشارة أو بالكتابة.

وفي الحانة أيضا كتيّبات صغيرة تشرح أسس لغة الإشارة لمن يرغب في أن يدخل العالم الخفيّ للصم.

انبثقت الفكرة بعد أن شاهد أصحاب الحانة مجموعة من الصم في مقهى، وهم يمارسون حياتهم الاجتماعية من دون أن تمنعهم حالتهم من ذلك.