ساعة "بيغ بن" لن تدقّ لأربع سنوات، فماذا تعرفون عنها؟

سيفتقدُ سكان العاصمة البريطانية وسياحها لدقات ساعة "بيغ بين" التي لم تتوقف عن العمل منذ 157 عاماً. فتاريخ 21 آب هو اليوم الأخير الذي يدقُّ فيه جرس ساعة بيغ بن الشهيرة في لندن ليصمتَ أربع سنوات، وذلك لتجديد البرج الذي ترتفع عليه الساعة، وفق ما أعلن البرلمان البريطاني. وجاء القرار تبعاً لقواعد الصحة والسلامة، ولحماية سمع عمال البناء في الموقع من صوت الساعة التي يبلغ حجمها 13 طناً.  

ولكن بعد تعرضهم لضغوط شديدة، أعلن المسؤولون أن خطة بقاء "بيغ بن" صامتة حتى عام 2021 قد يخضعُ لإعادة التفكير. وبالعودة إلى تاريخ بناء هذه الساعة يتبين أنَّه في الثالث من حزيران من العام 1859 بدأ العمل ببيغ بن، والاسم ارتبط بالجرس لا الساعة. وقد أشرف على تنفيذها وتصميم برجها وزير الأشغال البريطاني بنيامين هول، ويقال إنه كان ضخم الجسم، فأطلقوا عليه لقب بيغ بن، وحمل جرس الساعة الضخم اسمه تكريماً له.  

بدأ العمل في الساعة منذ 3 حزيران عام 1859، ويقع برج الساعة في الجهة الشمالية الشرقية من ساحة البرلمان، وقد صممه السير تشارلز باري المصمم الأساسي لقصر ويستمنستر الجديد (المعروف أكثر باسم مجلس النواب)، وبعد تدمير الأصلي في تشرين الأول من العام 1834 بعد حدوث حريق. واتبع برج الساعة النمط الحديث لمساعد أوغسطس بوجين، ويدعى باري الذي يرجع إليه الفضل في المساهمة في الهندسة الداخلية للقصر. 

وطلب الفلكي الملكي جورج إيري تحديد متطلبات الساعة، وقال إنه ينبغي أن تكون الساعة العامة الأكثر دقة في العالم، وطلب من ثلاثة صناع للساعات تقديم خططهم. صمم إدوارد دنت الساعة، بعدما رسمها الهاوي إدموند بيكيت دينيسون. وعلى رغم حرص دنت ومتابعته لبناء "بيغ بين" طوال 7 سنوات، إلاَّ أنَّ التأخير في بناء برج الساعة، لم يعش دنت لرؤية تركيب ساعته. وتمَّ تركيب الساعة في عام 1859 حيث وجد أنها أكبر من المساحة المتاحة وكان لا بد من تغييرها. ليبدأ تشغيلها في 31 أيار من العام نفسه وانطلقت دقات "بيغ بن" 11 تموز. يبلغ ارتفاع "بيغ بن" 2.28 مترين وعرضه 2.75 متران، فيما يبلغ طول عقربيها 9 و14 قدماً. ويشار إلى أنه يمكن سماع دقات "بيغ بين" من داخل البرلمان حيث يكون الصوت أكثر هدوءاً على عكس الشارع.

يبلغ عمر الساعة نحو قرن ونصف القرن، وبالنظر إلى عمرها الطويل تعتبر في حال جيدة، وقد واجهت أعطالاً بسيطة مفاجئة، وقد توقفت في عام 1977م كلياً عن العمل واستغرق إصلاحها مدة أسبوع كامل. 

وفي استطلاع جرى عام 2008 احتلت "بيغ بن" المرتبة الأولى كأفضل معلَم في بريطانيا. كان من المتوقع أن يحمل الجرس اسم الملكة فيكتوريا بعد وفاتها، ولكن أهل لندن بدأوا يلقبون الجرس بـ"بيغ بن"، فبات الاسم المتداول. وفي عام 2012، بات يعرف البرج رسمياً ببرج اليزابيث، وسمِّيَ بذلك أثناء الاحتفال باليوبيل الألماسي للملكة اليزابيث الثانية وكان يعرف سابقاً باسم "برج الساعة".