ما أهداف التكفيريين من افتعال معركة مع الجيش في عين الحلوة؟

صيدا- أحمد منتش

قتيلان و8 جرحى واضرار في الممتلكات، وأجواء متوترة وتعطيل للحياة العامة والخاصة، تسبب بها الاشتباك المدبر الذي افتعلته مجموعة صغيرة بإمرة الاصولي المتشدد بلال العرقوب، بمهاجمتها مقر "القوة الفلسطينية المشتركة" في قاعة اليوسف بـ #حي_الطيري، في مخيم #عين_الحلوة، مما ادى الى مقتل احد كوادرها "ابو علي" طلال واصابة روحي سلامة من تنظيم "انصار الله".

واهداف الهجوم واضحة وجلية، استناداً الى مصادر في منظمة التحرير الفلسطينية، و"تتركز في الدرجة الاولى على ابقاء المخيم في دائرة التفجير والتوتير لمصلحة اجندات خارجية، ومنها ايضا اجبار المجموعات الارهابية عناصر "القوة المشتركة" على الانسحاب من حي الطيري، من اجل اعادة سيطرتها الكاملة عليه، خصوصاً بعد تردد الارهابي المطلوب للقيادة الفلسطينية وللدولة اللبنانية بلال بدر على بعض زواريبه، حيث منزله العائلي الخاص، ومنها ايضاً التأثير على معنويات الجيش اللبناني وهو يخوض معاركه الوطنية ضد الدواعش في جرود #رأس_بعلبك، وجره الى معارك جانبية وعبثية".


واجمعت مصادر فلسطينية وشهود في عين الحلوة على ان ما حصل مساء الخمس في حي الطيري، لم يكن ناجماً عن اي اشكال او حادث، وانما كان عملاً ارهابياً مدبراً ومفتعلاً عن سابق تصور وتصميم. وكشفت هذه المصادر لـ"النهار" ان بعض المحسوبين على التيارات الاسلامية المتشددة، عمدوا في البداية الى تفقد مقر القوة، وتحدث بعضهم بانفتاح مع العناصر الموجودة في المقر. وبدا ان هدفهم كان التأكد من هوية الموجودين فيه. وبعد الغروب، تبين ان الارهابي بلال العرقوب ومعه مسلحان احدهما ملقب بـ"الوحشي"، هاجموا المقر واطلقوا رشقات رشاشة على "ابو علي" طلال الذي كان يجلس على كرسي امام مدخل القاعة، فأصيب بطلقات عدة وما لبث ان فارق الحياة. وبعد ذلك، القى احد المسلحين قنبلة يدوية في القاعة، مما ادى الى اصابة العنصر روحي سلامة. واتخذت قيادة "القوة المشتركة" على الفور قراراً بملاحقتهم، وهاجمت منزل العرقوب في الطيري، مما ادى الى مقتل ابنه عبيدة واصابة اثنين من اولاده. وبنتيجة الاشتباكات وتبادل النار والقذائف الصاروخية، اندلع حريق في منزل العرقوب الذي تمكن من الفرار والاختباء في زواريب الحي. كما أوقعت الاشتباكات عدداً من الاصابات بينها عناصر من هذه القوة.


وأشارت المصادر الى ان القيادة السياسية الفلسطينية الموحدة التي عقدت اجتماعات طارئة، اتخذت قرارا بـ"عدم الانجرار الى معركة يريد الارهابيون اشعالها، خصوصا في هذا الوقت الدقيق والحساس الذي يخوض فيه الجيش معارك بطولية ضد الجماعات الارهابية والتكفيرية في جرود رأس بعلبك"، ولذلك طلبت الى "القوة المشتركة" التوقف عن اطلاق النار، ووافقت على تسليم منزل العرقوب الى لجنة محلية في حي الطيري.

واكدت "ان العرقوب ومن شارك معه في الهجوم، وضعوا على لائحة المطلوبين وسيجري توقيفهم في الوقت المناسب للتحقيق معهم ومحاسبتهم".

وطوال أمس، سادت المخيم اجواء من التوتر والحذر، واقفلت مراكز "الاونروا" ومؤسساتها، فيما واصل الجيش اللبناني التشدد على حواجزه عند المداخل الرئيسية.

وعصراً، شييع جثمان عبيدة بلال العرقوب في مقبرة سيروب وجرى اطلاق نار في الهواء، ثم شيع جثمان "ابو علي" طلال في جبانة درب السيم خارج عين الحلوة.