ضيعة من لبنان... تعرّفوا إلى فنيدق

"ضيعة من لبنان" فقرة أسبوعية نسلّط الضوء من خلالها على قرى لبنانية، نتجوّل في أزقّتها عبر الصور والفيديوات لنتعرف أكثر إلى مناطقنا وعادات ومميزات كلٍ منها".



فنيدق هي قرية لبنانية من قرى قضاء عكار في محافظة الشمال، تبعد 140 كلم عن العاصمة بيروت، ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر نحو 1200 متر. يحدّها من الشرق بيت جعفر – الهرمل، من الغرب مشمش – القرنة – رحبة، من الشمال عكار العتيقة – رحبة – تاشع – ممنع ومن الجنوب مشمش. ويجري العمل على بناء أوتوستراد سيريح أهل المنطقة ويسهل تنقّلهم، على أن يتم الانتهاء من بنائه في أيلول من عام 2018.


(تصوير ريان مراد)

نبذة عن البلدة

يرجع أصل التسمية إلى كلمة "فندق" أو "نزل"، إذ كانت البلدة ممراً للتجّار الذين كانوا يقيمون فيها أثناء انتقالهم على الطريق التي تربط طرابلس بحمص. تضمُّ سجلات البلدة أكثر من 27 ألف نسمة، ويقطنها ما يقرب من 1000، أما البقية فخارجها 10 آلاف وهناك المغتربون المنتشرون في كل من أوستراليا وكندا وألمانيا.


(تصوير ريان مراد)

المعالم الطبيعية والزراعات  

تحوي فنيدق جبال القموعة الحرجية الكثيفة، وغابة العزر النادرة الممتدة على مساحة مليون و500 متر مكعب بمساحة على كتف فنيدق وأسفل القموعة، وفيها أنواع شجر طولها 35 متراً. وتمتاز في كل فصل بميزة، ففي الخريف تسمى الغابة الذهبية، وفي الربيع والشتاء لها رونقها الخاصّ ومغارة نبع فنيدق. ويناشد مختار البلدة علي بدر إسماعيل المعنيين لجعل الغابة محمية بيئية لا زراعية أو عادية، لأنَّها تضمُّ حيوانات من بينها السناجب وهي صالحة لتحوي ممرات للمشاة. وتضمُّ آثاراً تاريخية قديمة، ففي البلدة نواويس محفورة في الصخر، تحمل نقوشاً رومانية إلى جانب بناء قديم يعرف اليوم بقلعة عارومة، ونبع فنيدق الشهير. تشتهر البلدة بزراعات عدَّة، من بينها التفاح الذي يشكل ما نسبته 40% من النتاج اللبناني، إلى جانب الإجاص والكرز والخوخ، وفي القموعة تشتهر زراعة القمح. أما الصناعات فهي يدوية حرفية. 

(تصوير ريان مراد)

المعالم السياحية والأثرية

تضمُّ منطقة القموعة التي تتصل بخراج بلدة فنيدق آثاراً رومانية وبيزنطية، إضافةً إلى قمة جبل عارومة الذي يسميه أهل البلدة قلعة عرومة، المطلّة على بحيرة حمص المكتسية بشجر الأرز. وتعدّ منطقة القموعة من أجمل المواقع السياحية في لبنان وفيها ينابيع عذبة وغابات جميلة، إلّا أنَّ إهمال الدولة جعلها منسيّة من ذاكرة السيّاح.

وتعدّ منطقة فنيدق – القموعة سياحية رائعة، فيها أنواع متعددة من شجر اللزاب والصنوبر والأرز المعمّر منذ آلاف السنين. وتضمُّ البلدة أيضاً قلعة الإنكليز المؤلفة من طابقين كانت تشكل قاعدة للقوات البريطانية في القموعة، حيث كان الشجر يقطع منها وينقل عبر طريق ترابية إلى الساحل لينقل عبر المرافئ إلى الدول الأوروبية عبر المرفأ.


(تصوير ريان مراد)

                           لكل من يرغب في أن نسلِّط الضوء على قريته الرجاء التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني لإرسال صور وفيديوات عن كل قرية: 


salwa.abouchacra@annahar.com.lb