تسوية الجرود كيف تنجز؟ الجيش يتحضر لمعركة فيها كل الاحتمالات...

لا تزال معركة #جرود_عرسال تلقي بظلالها على المشهدين السياسي والأمني في #لبنان، وإن كانت انتهت على المستوى الميداني، أقله في ما يتعلق بـ" #النصرة". وبدا أن الكلام عن معركة سيخوضها الجيش اللبناني ضد "داعش" في جرود القاع ورأس بعلبك من الجهة اللبنانية تثير تساؤلات وتحمل هواجس عن إقحام الجيش في معركة قد تمتد الى الداخل السوري ويشارك فيها " #حزب_الله" من الجهة السورية إذا بدت أن المواجهات صعبة، أو اذا كان اتخذ قرار نهائي بالمعركة التي لم تتضح ملامحها وسيناريواتها حتى الآن.

بدا من خلال الوقائع على الأرض وفي الميدان المباشر، على تخوم عرسال لجهة وادي حميد والملاهي حيث لا تزال"فتح الشام" تسيطر عليهما، ولا يزال أبو مالك التلي فيهما، أن المعركة انتهت بسيطرة "حزب الله" على الجرود، وهو الأمر الذي سيكون له ارتدادات سياسية وأمنية على الداخل اللبناني في المرحلة المقبلة، إذ يسعى الحزب الى ترسيخ وجوده في المنطقة، أقله في الداخل السوري، وسيعمل على تسليم الجزء اللبناني من جرود عرسال الى الجيش الذي سيتولى مهمة الأمن، لكنه سيكون حاضراً بسلاحه وقوته التي ستتحصن في قواعد ممتدة من جرود القلمون الى القصير ويبرود وقارة وصولاً الى الزبداني، وذلك في انتظار أن تحسم المواجهة مع "داعش" في المقلب الآخر للجرود، أو تسوية بإخراج مسلحيه الى مناطق أخرى في سوريا.

وقبل أن يعود ملف السلاح غير الشرعي الى العلن، ويطرح مجدداً في ظل العهد الجديد كموضوع خلافي ويرتبط بملفات اقليمية ودولية، على رغم أن "حزب الله" تمكن من حشد تأييد كبير له في معركة جرود عرسال، برزت الى الواجهة تساؤلات عن الوساطة التي قام بها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم وأدت الى تثبيت وقف اطلاق النار بين الحزب و"النصرة"، والاتفاق المبدئي بينهما على التبادل واخراج المسلحين من المنطقة الى إدلب وعلى رأسهم أبو مالك التلي وعدد كبير من المدنيين. فما الذي دفع "حزب الله" الى الموافقة على التسوية بعدما سجل انتصاراً في الجرود؟ وهل هي المعركة المرتقبة مع "داعش" التي تحتاج الى استعدادات وتوفير قوى ومقاتلين؟ على رغم الحديث أن الجيش سيخوضها. وطرحت علامات استفهام أيضاً عن بنود التسوية وسرعة فتح قناة التفاوض بعد حصار ما تبقى من "النصرة" في وادي حميد، ومن تساؤلاتها ما اذا كان لدى الحزب ملفات يريد الانتهاء منها في جنوب سوريا، في مقدمتها أسراه وجثامين شباب سقطوا له في أكثر من منطقة، أم انه لا يريد المزيد من استنزاف مقاتليه في الجرود، وأمامه معارك ومواجهات جديدة. أما في بنود الاتفاق فتساءلت مصادر سياسية عما أشيع عن تفكيك مخيمات اللاجئين ونقلها الى داخل عرسال، محذرة من أخطار محتملة وأعباء جديدة على البلدة، علماً أن بعض الأصوات طالبت بإخراج كل من له علاقة أو على ارتباط بـ"النصرة" الى سوريا أو شمولهم بعملية التبادل.

وبينما يستعد الجيش اللبناني في رأس بعلبك والقاع، لتنظيف الجرود من "داعش"، وسط اعلان واضح من المؤسسة العسكرية أنها مستمرة في التحضير للمواجهة وكأن المعركة حاصلة، وهي تتهيأ ميدانيا ولوجستياً للاحتمالات كلّها، بدأت التساؤلات تظهر الى العلن وفق المصادر السياسية عن أسباب اتخاذ الجيش قراره بالقتال وتنظيف الجرود، ولماذا لم يتخذ هذا القرار في المعركة مع "النصرة"؟ باعتبار أن المواجهة كانت مباشرة في جرود عرسال اللبنانية.وإذ يأتي تأكيد قيادة الجيش على أن المعركة مع "داعش" هي جزء من الجهد الدولي لمكافحة الإرهاب، إلا أن الأمور قد تذهب في اتجاه آخر، عندما يشارك "حزب الله" في المعركة حتماً من الجهة السورية، أو من الجهة التي سيطر عليها بين حدود التنظيمين الإرهابيين، "داعش" و"النصرة"، علماً أن الساعة الصفر لم تحدد بعد، وهي قد تأخذ وقتاً، لا سيما بعد الانتهاء من تسوية التبادل في جرود عرسال بين "النصرة" و"حزب الله". وقد تأخذ الأمور منحى آخر، فتتجه الى التسوية أيضاً بإخراج "داعش" من الجرود على رغم أن الأمر أكثر صعوبة، حيث لا يعرف إلى أي منطقة سيتم ارسال مسلحيه بعد الهزائم التي تعرض لها في مختلف مناطق سوريا.

وتلفت المصادر الى ضرورة ترقب التطورات في منطقة الجرود التي يحشد فيها الجيش، وسط الحديث عن ضغوط دولية جديدة على لبنان، تحذره من العودة الى ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، خصوصاً وأن المعركة المقبلة اذا حصلت، لن يكون "حزب الله" خارجها. وهو ما يعني تأكيد التنسيق والمشاركة أو "التلاحم" بين الجيش والمقاومة، وما يتركه ذلك من تداعيات على الوضع اللبناني برمته.