أصبح أغنى رجل في العالم خلال ساعات وفقد المركز خلال دقائق... هذه قصة جيف بيزوس

سجل سهم شركة "أمازون دوت كوم" مستوى قياسياً خلال جلسة يوم الخميس ووصل سعر السهم الى ما يقارب 1072 دولاراً، وهو مستوى قياسي يحققه سهم شركة التكنولوجيا. ولكن، بعد إعلان الشركة هبوط أرباحها في الربع الثاني من العام بنسبة 77%، عاد السهم ليتراجع الى حوالى 1014.75 دولارا وبخاصة بعدما توقعت الشركة خسارة تشغيلية محتملة في الربع الحالي مع قيامها بالاستثمار بكثافة في محتويات الفيديو والاقتصادات سريعة النمو. وبحسب الارقام، هبطت الارباح الصافية لأكبر شركة في العالم لمبيعات التجزئة عبر الإنترنت الى 197 مليون دولار، أو 40 سنتاً للسهم، في الربع الثاني المنتهي في 30 حزيران من 857 مليون دولار، أو 1.78 دولار للسهم، قبل عام. وقفز صافي المبيعات 24.8% إلى 37.96 مليار دولار، في وقت كان توقع فيه المحللون ربحاً قرب 1.42 دولار للسهم وإيرادات قدرها 37.18 مليار دولار. ولكن رغم هذا التراجع يبقى سهم "أمازون دوت كوم" مرتفعاً بنسبة 41% عن مستواه في بداية السنة. 

ونتئجة المستوى القياسي الذي حققه السهم في جلسة يوم الخميس، إرتفعت ثروة مؤسس الشركة جيف بيزوس لتصدر قائمة أثرياء العالم، متفوقاً على مواطنه المؤسس الشريك لمايكروسوفت بيل غيتس. وبحسب مؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات وصلت ثروة بيزوس يوم الخميس الى ما يقارب 90.9 مليار دولار في الوقت الذي سجلت فيه ثروة غيتس نحو 90.7 مليار دولار.

من هو بيزوس؟

ولد جيفري بريستن بيزوس في 12 كانون الثاني 1964، وهو المؤسس، الرئيس، المدير التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة "أمازون دوت كوم". ونشأ مع والدته وزوجها بيزوس بعد أن تركهما أبوه وهو في سن مبكرة، وأظهر نبوغاً منذ صغره، وكان يتلقى دعما من جده الذي عزز قدراته العقلية والمهارية، حيث كان يقضي فترة الصيف لدى مزرعة أجداده في ولاية تكساس، وهو متزوج وله ثلاثة أبناء وبنت بالتبني. تابع جيف بيزوس دراسته الابتدائية بمدينة هيوستن في تكساس، والثانوية بمدينة ميامي في ولاية فلوريدا، ثم التحق بجامعة برينستون في ولاية نيوجيرسي، وتخرّج في تخصص الهندسة الإلكترونية وعلوم الحاسوب، كما عرف باهتمامه بعالم الفضاء. وعمل محللاً مالياً لشركة D.E Shaw قبل أن يؤسس شركة أمازون عام 1994. في عام 1999 اختير جيف بيزوس كـ "شخصية العام" التي تختارها مجلة "تايم" كل عام. في العام 1990، أصبح جيف بيزوس أصغر نائب للرئيس في تاريخ بانكرز ترست، وعلى الرغم من جاذبية منصب كهذا، إلا أن بيزوس شعر بالملل مما دفعه إلى التوجه إلى شركة دي أي شاو للخدمات المالية والعمل في البحث عن فرص استثمارية في شبكة الإنترنت، ثم ترك وظيفته وتحرك إلى قرية السيليكون لتأسيس موقع أمازون.كوم.

الاستثمارات بالمليارات

يحتفظ جيف بيزوس بحصة تقارب 17% من أسهم أمازون اي نحو 78.9 مليون سهم، ومع المكاسب التي حققها السهم في الفترة الماضية والتي قارب 40%، اصلت الثروة الصافية لبيزوس النمو لتبلغ مستوى قياسياً ليصبح الأغنى عالمياً، بعد ان كان في المرتبة الرابعة ضمن قائمة الاثرياء بحسب مؤشر بلومبرغ بعد بيل غيتس ورجل الاعمال الأميركي وارن بافيت ومالك متاجر التجزئة العالمية أزاديا أمانسيو أورتيجا. وتمكن بيزوس من تكوين هذه الثروة نتيجة مجموعة إستثمارات قام بها. فبالاضافة الى تأسيسه شركة مازون دوت كوم، يملك ايضا هذا الميليارد شركة ناش القابضة ومؤسسة بيزوس إكسبيدشنز بالاضافة الى مجموعة إستثمارات أخرى. مطلع هذه السنة إشترت شركة أمازون دوت كوم مجموعة هوول فودز بقيمة 13.7 مليار دولار بعد ان إستحوذت على وزابوس في العام 2009 بقيمة 1.2 مليار دولار، بالاضافة الى شرائها Twitch.tv بنحو 970 مليون دولار. وكل هذه الشركات ساهمت في تعزيز ثروة بيزوس.

وفي وقت تسعى مجموعة "أمازون" إلى تنويع خدماتها، وبينها إطلاق أولى قنواتها المدفوعة الاشتراك في بداية السنة، "أنيمه سترايك"، في محاولة للدخول في منافسة مع "نتفليكس" الأميركية، أكملت المجموعة مطلع شهر تموز الفائت، الاستحواذ على سوق.كوم، أكبر موقع لتجارة التجزئة عبر الإنترنت في الشرق الأوسط، بعد نحو 3 أشهر من توقيع عقد الشراء. وأدخل الاتفاق، الذي لم تحدد قيمته، مجموعة أمازون بقوة إلى سوق يشهد نمواً سريعاً في وقت تواصل المجموعة الاستثمار في قطاع تجارة التجزئة رغم توسيع عملياتها لتشمل خدمات متنوعة أخرى.

تأسس "سوق.كوم" عام 2005 كموقع للمزادات، إلا أنه توسع لاحقا ليصبح موقعا لتجارة التجزئة، وقد وصف بأنه "أمازون الشرق الأوسط". ويعرض الموقع 8.4 ملايين منتج للبيع ضمن 31 خانة بينها الإلكترونيات والأزياء والساعات والمفروشات، مستقطباً أكثر من 45 مليون زائر شهرياً لبيعهم منتجات انطلاقاً من مراكز عمل رئيسية في الإمارات والسعودية ومصر.

وكما ذكرنا، لجيف بيزوس إستثمارات وتديرها شركة بيزوس إكسبديشنز التي قد ضخّت أموالاً في تويتر ودومو وجونو ثيرابيوتكس، وورك دي، بالاضافة الى إستثمارها أموالا في بيزنيس إنسايدر وميكربوت، وغيرها. كما يملك يملك بيزوس شركة Nash Holdings LLC التي اشترت الواشنطن بوست مقابل 250 مليون دولار، بالاضافة الى مؤسسة بيزوس فاميلي ويديرها والدا بيزوس وتحصل على تمويلها من أسهم أمازون وتتركز أنشطتها على التعليم المبكر. كما أسس بيزوس أشركة بلو أوريغن المتخصصة في الطيران والفضاء وتنافس شركة سبيس إكس التابعة للملياردير إيلون ماسك.

وفي العام 1999 ، توجت مجلة "تايم" الأميركية جيف بيزوس بلقب "شخصية العام"، وهو عضو في الأكاديمية الأميركية للفنون والعلوم، وحصل على الدكتوراه الفخرية في العلوم عام 2008 من جامعة "كارنيجي ميلون يونيفرسيتي".