متابعة رسمية جدّية لقضية نزار زكّا بعد عودة الحريري

منذ توقيفه في ايلول عام 2015، اثناء زيارته طهران للمشاركة في مؤتمر عن "دور المرأة في التنمية المستدامة – الوظائف وريادة الاعمال"، لم تلق قضية رجل الاعمال اللبناني #نزار_زكا الذي يحمل الإقامة الأميركية الدائمة، آذانا صاغية لدى السلطات الايرانية، على رغم المراجعات اللبنانية المتكررة، بحجة "التجسس لصالح الولايات المتحدة الاميركية وبأنّه كان ينوي تنفيذ مشاريع لاختراق المجتمع الإيراني، بالتعاون مع السلطات الأميركية، الامر الذي تنفيه عائلته وتجزم بأن زيارته ليست الاولى لـ #طهران، فإذا كان "عميلا" لأميركا كما تدعي طهران لمَ لم توقفه في زياراته السابقة، وهل توجيه الدعوة مؤامرة او فخ نصب للإيقاع به، خصوصا انه تلقاها من نائبة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والعائلة، شهيندخت مولاوردي، وأوقف أثناء مغادرته الفندق عقب مشاركته في المؤتمر. 

وفيما لم تفلح المراجعة اللبنانية الرسمية عبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، خلال زيارته بيروت مطلع العام في اقناع ايران بتسليم زكا، حيث اكد لرئيس الحكومة سعد الحريري انه ثبتت في المحاكمة مخالفته القوانين الايرانية مُعتبراً أنّ "الملف لا يُضرّ بالعلاقات بين البلدين"، تابعت عائلته الضغط في الاتجاه اللبناني فراجعت كبار المسؤولين وزارت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووضعته في تفاصيل القضية وتلقت وعداً بمواصلة الجهود في اتجاه الافراج عنه. ومنذ نحو شهر، وازاء عدم وضع القضية على مسار الحل، بدأ زكّا اضرابا عن الطعام خصوصا بعدما اطلقت السلطات الايرانية عددا من الموقوفين من السجن الموقوف فيه زكا في مناسبة عيد الفطر واستثنته. ومنذ ايام اجرى من سجنه، اتصالا بالرئيس الحريري شارحاً معاناته جراء احتجازه، والظروف الصعبة التي يعيشها وتدهور صحته، طالباً تدخل الحكومة اللبنانية للإفراج عنه، فأكد الرئيس الحريري متابعة قضيته بالوسائل الديبلوماسية المتاحة.

وافادت مصادر سياسية مطّلعة "المركزية" ان رئيس الحكومة عازم فور عودته من واشنطن على ايلاء الملف الاهتمام اللازم من خلال تحريك القنوات الديبلوماسية والقضائية المختصة، لا سيما ان طريقة توقيفه شكلت سابقة، اذ لم يحصل ان تم اعتقال شخص من قبل دولة وجهت اليه دعوة رسمية للمشاركة في مؤتمر على ارضها. وافادت ان نائبة رئيس الجمهورية الايرانية، صاحبة الدعوة، كانت طلبت من السفارة الايرانية في لبنان تسليم زكّا تأشيرة الدخول الى بلادها للغاية.

من جهتها، قالت اوساط مواكبة ان سياسة المماطلة التي اعتمدتها ايران ازاء القضية وابقاء الملف معلقاً بذريعة جمع المعلومات وقبلها منعه من توكيل محام لبناني او مقابلة سفير لبنان في طهران وفق ما تفترض القوانين الدولية، لا يمكن الا ان تواجه بخطوات اجرائية تقوم بها السلطات المختصة في الدولة اللبنانية كون زكّا احد مواطنيها، ويتوجب عليها على الاقل ايلاء ملفه الاهتمام الذي لم يبرز منه حتى الان الحد الادنى، على رغم ان زكا المضرب عن الطعام بدأ يعاني من مضاعفات صحية، إلى جانب وفاة والدته خلال فترة احتجازه، في وقت تطالب عائلته في لبنان وفي الولايات المتحدة سلطات البلدين بمتابعة قضيته ووضع حد لمعاناته.