أفضل مشروع صديق للبيئة في نقابة مهندسي الشمال

ميشال حلاق

لم يكن المهندسان زياد الصانع ومازن ضناوي الفائزان بالمركز الأول في نقابة مهندسي الشمال عن أفضل مشروع صديق للبيئة (Eco freindly) وهما المتخصّصان في مجال الميكانيك والطاقة، في وارد المشاركة في أي مسابقة عند مباشرتهما بإشراف الخبير المهندس فادي العسل دراسة مشروع تنموي بيئي يهدف إلى إنتاج طاقة كهربائيّة نظيفة في منطقة التبّانة الّتي تعد من أكثر المناطق بؤساً.

يهدف المشروع إلى إستثمار الطاقة الكهرومائيّة لنهر أبو علي بإدخال نوع جديد من التوربينات في مجال الطاقة المتجددة وهو الVis D'Archmède أو Archimede Screw وهذا النوع من العنفات هو عبارة عن ماكينة اخترعها الفيلسوف والعالم أرخميدس عام 212 قبل الميلاد وكانت تستخدم كمضخّة بدائيّة، لكنّها دخلت في مجال الطاقة المتجددة في أوروبا منذ عام 1992.

ويشير الصّانع إلى أنّ هذا النوع من التوربينات يمكنه أن ينتج طاقة بربع التكلفة أو أقل بالنسبة الى تلك المنتجة عبر الطاقة الشمسية، خصوصا أن الطاقة المنتجة متجددة ومتوافرة 24 ساعة وبشكل متواصل.

ويشير الى أن هذا النوع من التوربينات لا يصدر أصواتا مزعجة، وله طابع سياحي ومظهر هندسي جميل، ويعدّ من الأقل حاجة إلى الصيانة، ولا يتأثر لا بتلوث المياه ولا بمجرى النهر.



ويؤكد أن "مشروعنا يهدف إلى إقامة أربعة سدود هيدروليكية على طول قناة نهر أبو علي، بارتفاع منخفض بحوالى ثلاثة أمتار مع أربعة توربينات Vis d'Archimède كل منها يمكنه أن تنتج ما مجموعه 500kwh حيث يمكن إستخدام هذه الطاقة لتأمين إنارة المنطقة ومحيطها بحوالي 10،000 لمبة وتأمين طاقة كهربائية لتشغيل محطة تكرير مركزية لنهر أبو علي".

ويشير الى أن "إنارة هذا العدد من اللمبات على الطاقة الشمسية مثلاً يكلف الدولة أكثر من عشرة ملايين دولار أميركي، في حين أن مشروعنا يؤمّن الطاقة نفسها بكلفة أقل من الرّبع".

أما ضناوي فيقول: "إن أهمية المشروع تكمن أيضاً في إمكان تصنيعه محلّياً ودون الحاجة إلى استيراد أي معدّات أو مواد من الخارج، وبالتالي يتم تشغيل اليد العاملة في المنطقة وتفعيل التنمية المحليّة، كما أن هذا المشروع يمكن تطبيقه على أغلب الأنهر اللبنانيّة دون الحاجة إلى إقامة سدود أو الإضرار بالبيئة وتشويهها، بل على العكس هذه المشاريع ستغدو في حال تنفيذها مقصدا سياحيا بيئيا حيث تكون.



الخبير المهندس فادي العسل أشار بدوره إلى أهمية اعتماد المشروع كنموذج لإنتاج الطاقة بشكلها المتجدّد، في حين يعاني لبنان النّقص الحاد في مجال الطاقة الكهربائية، مما يدفعنا إلى التفكير في استنباط الحلول لمعالجة هذا النّقص عبر الاستثمار الصحيح والبنّاء لمواردنا المائيّة. وهذا المشروع ثوري للنهوض بمناطقنا وتنميتها، ونأمل من الدولة بمؤسساتها المعنية تبنّيه وتعميمه على مساحة الوطن".

يشار إلى أن إبني بلدتي بزبينا ومشحة العكاريتين فازا بالمرتبة الأولى في المسابقة السنويّة الّتي تنظمها نقابة مهندسي الشمال للمشاريع الرائدة لكلّيات الهندسة، وينتسبان إلى الجامعة اللبنانيّة الفرنسيّة ULF ونالا ايضا شهادة تقدير بالمرتبة الأولى من إتحاد المهندسين العرب.