الفطريّات الجلديّة... عدوى متنقلة أم حالة شائعة؟

من منّا لم يسمع عن مشاكل الفطريات أو يعانيها؟ أسباب كثيرة مسؤولة عن الإصابة بالفطريات، منها الرطوبة والعدوى المتنقلة وغيرها من العوامل التي تدفعنا بشكل أو بآخر إلى البحث عن سبل للوقاية والعلاجات السريعة للتخلص منها. أنواع كثيرة تُصيب الكبار كما الصغار، بعضها ينتقل من الحيوان إلى الإنسان فيما البعض الآخر ينتقل من إنسان إلى آخر. وبرغم اختلافاتها وأنواعها، يبحث الجميع عن حلّ سحريّ وفوريّ، بعيداً من العلاج المستدام الذي يتطلب نفساً طويلا. فما هي أبرز أنواع هذه الفطريات وأهم علاجاتها؟  

تُميّز طبيبة الجلد للأطفال رُلى دهيبي بين فطر الأظافر وفطر الجلد. تتعدد أسباب فطر الجلد، منها ما يكون ناتجاً من احتكاك بالحيوانات، وهذه الحالة شائعة جداً في عياداتنا. ولكن كيف يمكن للشخص أن يعرف أن الحيوان يعاني مرضاً جلدياً؟ تجيب دهيبي بأنه عادة يتساقط شعره من منطقة معيّنة في جلده أو نجد أن هناك شيئاً ما على جلده.

وتضيف قائلة "هناك أيضاً الفطر الذي يُصيب الأطفال وتحديداً شعره ويُسبب له القشرة وتساقط الشعر، وهو عدوى متنقلة بين الأطفال. هذا النوع من الفطر يستوجب علاجه بأسرع وقت، لأنه يمكن أن يتطور ويؤدي إلى إفرازات وقيح ويسبب تشوهاً في جلدة الرأس، كما من شأنه أن يسبب خسارة الشعر بشكل دائم إذا لم يُعالج بشكل صحيح.

هناك أيضاً فطر ناتج من احتكاك إنسان مع إنسان آخر. وأكثر أنواع الفطر شيوعاً هو فطر الأظافر أو ما بين الأصابع (خاصة أصابع القدمين)، فإذا كان الظفر مريضاً يصبح مخزناً للفطر وبالتالي يمكن تجمع الفطر بين أصابع القدمين، الذي يمكن أن يصيب كامل الجسم. ونرى هذا النوع من الفطر في البلدان الأكثر رطوبة، ويكون عدوى متنقلة بين الناس. ونشهد هذا النوع من الفطر عند الأشخاص الذين يغسلون أقدامهم كثيراً. لذلك نشدد دائماً على ضرورة تجفيف القدمين جيداً لا سيما بين أصابع القدمين .

"كذلك هناك الفطر الموجود على اللسان" على حدّ قول دهيبي، "الذي نشاهده بعد تناول الشخص للمضادّات الحيوية. تضعف البكتيريا الطبيعية الموجودة على اللسان وداخل الفم بعد تناول المضادّات الحيوية ما يفسح في المجال أمام الفطر، لا سيما الكانديدا على النموّ (نرى لوناً أبيض على اللسان). وفي هذه الحالة يتم إعطاء الشخص دواءً خاصاً للتخلص من الكانديدا".

علاج الفطريات حسب نوعها وقوّتها

تركّز دهيبي في حديثها عن مشكلة الفطريات "على أهمية معرفة نوع الفطر حتى نتمكن من إعطاء العلاج المناسب (سواء بالكريمات والمراهم الموضعية أو أدوية الحبوب). أحياناً نلجأ إلى زرع الفطر عند الشك بنوعه، حتى نتمكن من تحديده. نُسأل كثيراً كأطباء جلد عن أدوية الفطر، على الجميع أن يعرف أن هناك نوعاً من أدوية الفطر يمرّ في الجسم عن طريق الكبد. لذلك من المهم جداً أن يكون الكبد سليماً، وتفادي شرب الكحول أثناء تناول هذا النوع من أدوية الفطر، لأنه يضعف الكبد. وتجنباً لهذه المضاعفات، نقوم بإجراء فحوص للكبد للأشخاص الذين عليهم تناول أدوية الفطر لفترات طويلة، لا سيما الذين يحتسون الكحول لمراقبة وظيفة الكبد خلال العلاج.

وأشارت طبيبة جلد للأطفال "إلى أن علاج الفطر على الجلد يستغرق شهراً واحداً، وعلى الشعر فترة شهرين، فيما يستغرق فطر الأظافر بين 3 و6 أشهر حسب قوة الفطر ونوعه".

 أما بالنسبة إلى الفطر الموجود بين أصابع القدمين، فتشدد دهيبي "على ضرورة معالجته لأن بإمكانه أن يكون باباً لالتهابات أخرى، خاصة الأشخاص الذين يعانون السكري الذي تدخل من خلاله بكتيريا تسبب التهاباً في القدم يستوجب أحياناً الدخول إلى المستشفى. لذلك يختلف العلاج بين الكريمات وأدوية الحبوب في الفطر بين أصابع القدمين، كما نعطي أحياناً أدوية وقائية لعدم معاودته (لا سيما عند مريض السكري الذي يمكن أن يعاوده هذا النوع من الفطر)".