لم نشهد "حرباً" بعد صدور النتائج لكنها لم تمر على خير

صدرت نتائج الامتحانات الرسمية للشهادة الثانوية ولولا اصابة طفل في فرن الشباك بالرصاص الطائش الناتج عن اطلاق النار ابتهاجا لكنا قلنا "مرت على خير"، وشاء القدر ايضا ان تخرج قصة اصابة الفتى أحمد الكردي برصاصة طائشة خلال خطوبة قريبه في الناعمة ليل أمس، لتؤكد ان الظاهرة تتطلب استنفارا لانهائها على مدار العام وليس في يوم او مناسبة توجهت الانظار صوبها. 

واطلت مجموعة من الشبان في حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان #رصاصة_جاهل_بشهادة لادانة ظاهرة اطلاق النار في كل المناسبات. وفي تقييم لمجريات هذا اليوم الذي شهد صدور نتائج الثانوية العامة بفروعها، يبرز السؤال حول نجاح الاجراءات الأخيرة التي أطلقتها الأجهزة الأمنية في محاسبة مطلقي النار؟

على مواقع التواصل الاجتماعي، نُشر مقطع فيديو قيل إنه من منطقة الحدت، بيّن إطلاق النار الكثيف عقب صدور نتائج الامتحانات، فيما اعتبر آخرون أنّ ما شهدته المناطق اللبنانية اليوم عقب صدرو النتائج لا يمكن مقارنته بما شهدته يوم صدور نتائج الشهادة المتوسطة.

رئيس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية محمد درغام أكّد أنه لم يسمع إطلاق أعيرة نارية عقب صدور النتائج، وقال لـ"النهار": "بالنسبة الى الأيام العادية، أؤكد بأمانة التزام المواطنين بعدم إطلاق النار والاستعاضة عنها بالمفرقعات النارية التي هي مرخّصة من الدولة، خصوصاً بعد ازمة نتائج شهادة البريفيه الأخيرة واتخاذ الأجهزة الأمنية الاجراءات اللازمة"، لافتاً إلى انّ "بلديات الضاحية أصدرت قراراً بالتعامل بحزم في ما يتعلق بأي خرق".

ماذا عن مدينة بعلبك التي خسرت أحد أبنائها بسبب الرصاص الطائش عقب صدور نتائج "البريفيه".

في معلومات لـ"النهار" فإنّه سجّل رشق ناري واحد مصدره شرق بعلبك ولم تعرف أسبابه. وأوضحت المعلومات انّ هذا الالتزام يأتي بعد دعوات ومطالبات من جهات محلية بضرورة عدم اطلاق النار، وسقوط أحد أبناء المدينة الذين شاركوا في تشييعه، بالاضافة إلى معرفتهم بالاجراءات الأمنية الحازمة التي اتخذتها القوى الأمنية لاسيما بعد اعتقالها عدداً من مطلقي النار والكشف عن أسمائهم على العلن وغياب الغطاء الحزبي في قرار اتخذته الفاعليات الحزبية.

 أما رئيس اتحاد بلديات بعلبك نصري عثمان فأشار الى تسجيل خرقين في موضوع إطلاق النار فقط في بعلبك، مشيداً بالتزام المواطنين للمرة الأولى في المدينة بعدم إطلاق النار والاحتفال بالمفرقعات النارية ومكافأة أبنائهم الناجحين برحلة ترفيهية.

وقال: "ما حصل اليوم امر جيد، التازم بالقانون، وينعكس ايجاباً على تحركات المواطنين، خصوصاً أننا في فترة مهرجانات وموسم سياحي".

مصدر أمني أكد لـ"النهار" تجاوب المواطنين بشكل عام مع الحملة التي أطلقتها المديرية العامة لقوى الامن "بتقبل تقتل" تحديدا، واشار الى أنه سجل خرق محدود في عملية اطلاق النار الابتهاجي، والظاهرة كانت خفيفة جداً مقارنة مع السابق، مضيفاً أنّ "ما حصل مؤشر ايجابي، لاسيّما أننا لا نستطيع بين ليلة وضحاها أن نلجم مجتمعاً اعتاد على هذا النوع من الثقافة".

وأعلنت شعبة العلاقات العامة في قوى الامن الداخلي أنه “بعد الحملة التوعوية التي أطلقتها المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي لحثّ مطلقي النار على التخلّي عن هذه الظاهرة اللا أخلاقية واللاحضارية، وبعد نشرها لأسماء عدد منهم، وتوقيفها لعددٍ آخر اثر صدور نتائج امتحانات الشهادة المتوسطة، لاحظت انخفاضاً وتراجعاً ملحوظين في حالات إطلاق النار، وقد سُجّلت عدة حالات، إذ أقدم عددٌ من الاشخاص المجرمين على إطلاق النار في الهواء، ما أدّى إلى جرح طفل في محلّة فرن الشبّاك، إضافةً إلى ترويع المواطنين. وفي هذا الاطار توافرت لدينا معلومات عن 62 شخصاً حتى الآن، من الذين قاموا بإطلاق النار في هذا اليوم، بحيث تم توقيف عدداً منهم".

يصارع الفتى أحمد الكردي في هذه اللحظات المصير الأسوأ في المستشفى، واذا ما كان من اعتراف للقوى الامنية بنجاح نسبي لحملتها في ضبط ظاهرة اطلاق الرصاص الابتهاجي لمناسبة صدور نتائج الثانوية العامة، فان دماء أحمد تستصرخ ضمائر الدولة والرأي العام من أجل القضاء على أوكار الزعران الذين يسترخصون حياة الناس، ومنهم أقربهم اليهم!