الأرض تضيق بـ"داعش" من الموصل إلى حلب

واصلت القوات العراقية التي تدعمها الولايات المتحدة الضغط على متشددي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في المدينة القديمة بالموصل، بينما شن التنظيم هجوماً مضاداً في سوريا على تحالف "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) العربي-الكردي الذي يسعى الى طرده من معقله في الرقة. وتمكن الجيش السوري من طرد الجهاديين من آخر معاقلهم في محافظة حلب. 

وتقول السلطات العراقية إنها ستحقق بعد أيام الانتصار على المتشددين في آخر مواقعهم بالموصل، بينما يقول قادة جهاز مكافحة الإرهاب الذي يقاتل المتشددين في الشوارع الضيقة بالمدينة القديمة إن المقاتلين الذين يبدون مقاومة شرسة يتحصنون بين المدنيين وإن المعركة لا تزال صعبة.

وأوضح المسؤول في جهاز مكافحة الإرهاب اللواء الركن معن السعدي أن القوات العراقية قد تحتاج من أربعة إلى خمسة أيام للسيطرة على آخر منطقة للمتشددين عند نهر دجلة التي يذود عنها نحو 200 مسلح.

وأعرب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن شكره وامتنانه للمرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله العظمى السيد علي السيستاني، لدوره الكبير في عملية استعادة مدينة الموصل، معتبرا أن دعوته الى حمل السلاح أنقذت البلاد.

ورأى العبادي في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي أن "المواقف التاريخية للمرجعية الدينية تتوج مواقفها المدافعة عن العراق وشعبه، وفي مقدمها فتوى الجهاد الكفائي التي أنقذت العراق وعبّدت طريق الانتصار"، في إشارة إلى الدعوة التي وجهها السيستاني في 13 حزيران 2013 لحمل السلاح ومقاتلة "داعش".

وبعد دعوة السيستاني العراقيين إلى "الجهاد الكفائي" (يسقط عن الكل بامتثال مجموعة)، لبى آلاف النداء، تحت مسمى الحشد الشعبي، وساعدوا في وقف هجوم "داعش" وتمكنوا في ما بعد من استعادة مساحات شاسعة من الأراضي والمدن.

ويضم الحشد الشعبي فصائل مسلحة كانت موجودة سابقاً أبرزها "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق" و"جيش المهدي" الذي صار الآن "سرايا السلام".


الجانب السوري

وعلى الجانب الآخر من الحدود في سوريا، التي يقول التنظيم إن بعض مناطقها يقع ضمن دولة "الخلافة" التي أعلنها، تبدو الصورة أكثر تعقيدا.

وأفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ لندن مقراً له أن الجماعة المتشددة استعادت معظم المنطقة الصناعية بالرقة في هجوم عنيف مضاد على "قسد" المؤلفة من فصائل كردية وعربية وتحظى بدعم من الولايات المتحدة.

لكن الجيش السوري زاد الضغط على التنظيم غرب الرقة. وقال مصدر عسكري سوري إن الجيش طرد "الدولة الإسلامية" من آخر منطقة للتنظيم في محافظة حلب في تطور استراتيجي مهم يخفف الضغط على طريق إمداد رئيسي للحكومة.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن :"انسحب تنظيم داعش من 17 قرية وبلدة في جنوب شرق حلب، ليصبح بذلك خارج المحافظة بعد أربعة أعوام على وجوده فيها".

ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" عن مصدر عسكري أن الجيش أحكم سيطرته "على كامل المنطقة الممتدة من الرصافة في ريف الرقة الجنوبي حتى بلدة أثريا في ريف حماه الشرقي"، مشيرا الى استعداد وحدات الجيش لدخول ريف حلب الجنوبي الشرقي "بعد فرار الارهابيين منها".

وخلص عبد الرحمن الى ان انسحاب الجهاديين من حلب "يشكل هزيمة جديدة للتنظيم من شأنها أن تقلص نفوذه وتؤشر لقرب انهياره كتنظيم يتولى ادارة اراض جغرافية مترامية، ليتحول بعدها الى مجموعات تخوض حرب عصابات".


شويغو

وفي موسكو، أكد وزير الدفاع الروسي الجنرال سيرغي شويغو أن الجيش السوري يحقق نجاحات عسكرية مهمة في جنوب سوريا قرب الحدود مع الأردن، وفي محيط مدينة تدمر وفي ريف حلب الشمالي الشرقي.

وقال في كلمة له خلال اجتماع بوزارة الدفاع، إن الجيش السوري يتقدم بوتائر سريعة في محاذاة الحدود السورية - الأردنية، فيما يبقى نظام وقف النار صامداً مع استمرار عملية المصالحة.

وأضاف أن القوات الحكومية في سوريا نجحت في حزيران في بسط سيطرتها على أراض تتجاوز مساحتها 12 ألف كيلومتر مربع، بما في ذلك 69 بلدة، مشيراً في هذا المجال إلى أهمية الدعم الجوي الروسي للعمليات البرية السورية ضد الإرهابيين.