كلمة نصرالله قاربت اسرائيل من باب رفع العتب\r\nرسالة تحذير الى دول الخليج دفاعا عن ايران

في غياب اي حركة سياسية مع دخول البلاد اجواء عطلة عيد الفطر، ظل كلام الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله يتردد صداه في الاوساط الديبلوماسية التي تعمل على تحليله وفك شيفراته، وهي تستعين بخبراء في الشأن السياسي او الديبلوماسي من متابعيه لدرس التطور في مضامين هذا الخطاب او تراجعه. واذا كان نصرالله طمأن اللبنانيين بان لا حرب وشيكة مع اسرائيل، وهدد وتوعد الدولة الصهيونية، فان ديبلوماسيا سابقا رأى في كلامه رسالة الى المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، اكثر منها رسالة الى الداخل اللبناني او الى اسرائيل اذ ان تهديده بالاجواء المفتوحة وبدخول مقاتلين من دول عدة على خط المعارك لم يستهدف اسرائيل لسببين: 

اولهما استشهاد السيد نصرالله بكلام مسؤولين اسرائيليين يفضلون عدم مقاربة خيارات الحرب لانها لم تحقق لهم انتصارات، ويصبح بالتالي التهديد والوعيد من باب الواجب في ذكر فلسطين في يوم القدس العالمي، ولابقاء فلسطين محورا اساسيا لا يمكن التخلي عنه لان غيابه يجعل معظم الحركة السياسية العربية فارغة من مضمونها، ويعني ذلك ان قضايا الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان لم تدخل يوما في صلب اهتمامات العرب، بل ظل شعار فلسطين هو السائد وتحته ترتكب كل التجاوزات. ويستند االديبلوماسي الى استبعاد الحرب واطمئنان نصرالله الى قوله الاتي: "وزير حرب العدو، وطبعا تحدث عن العديد من الأمور بشفافية في الخطاب الخاص به، لماذا؟ لماذا لا يريد حرباً لا مع غزة ولا مع لبنان؟ لأن هذه الحرب مكلفة أيها الإخوة والأخوات، هنا يجب أن نفهم قيمة الإنجاز في غزة وقيمة الإنجاز في لبنان، إنجاز المقاومة، إنجاز المعادلة الذهبية: الجيش والشعب والمقاومة، إنجاز الانسجام الوطني ولو بشكل عام، ولكن بشكل أساسي المقاومة التي تملك قدرة أن تجعل الحرب مع إسرائيل مكلفة جداً على اسرائيل وهو ما الذي يقوله قبل قليل؟ يريد نصراً وهو يعلم أن الحرب على غزة ليس لديه فيها نصر وأن الحرب على لبنان ليس لديه فيها نصر، يدمّر، يقتل، يستبيح، لا أحد يناقش بوحشية العدو وقدراته ولكن لا يستطيع أن يحقق نصراً، لأنه يوجد إرادة، يوجد مقاومون، ويوجد أبطال ويوجد بيئة حاضنة، ويوجد أناس ويوجد عوائل شهداء ويوجد قيادات سياسية ويوجد علماء ويوجد قوى ويوجد الكثير من غيرها من الأمور.

إذاً المقاومة ما زالت تصنع الإنجاز على مدار الساعة، نفس هذه الحالة، حالة الردع للعدو، الحالة التي يعرف فيها العدو انه ليس له باب ولا شبّاك ولا منفذ ليشن حرباً ينتصر فيها على لبنان او ليشن حرباً وينتصر فيها على غزة. هذا هو الذي يردعه، وهذا دليل قوة المقاومة في لبنان وقوة المقاومة في غزة، والاعتبار الاساسي الذي يقيمه العدو للمقاومة في معركتها.

رئيس أركان جيش العدو أيضاً يقول بعد أن يذكر أن إسرائيل تستطيع أن تدمر وتفعل وتستبيح وغيره.. وفي الختام يقول: ورغم الواقع الذي وصفناه ورغبتنا في إبعاد منظمة حزب الله من جنوب الليطاني كما هو مطلوب في القرار 1701 لدينا مصلحة بأن يستمر هذا الهدوء لأعوام طويلة إلى الأمام، هذا ليس وزير خارجية، ليس ديبلوماسياً، هذا قائد الجيش الذي عمله أن يهدد ويتوعد ويرعب ويخوّف، هو ماذا يقول؟ يقول نحن مصلحتنا “أن نقعد عاقلين” ونريد هدوءاً لأعوام طويلة، طالما من خلال الردع قادرون أن نحقق هذا الهدوء".

وثاني الاسباب كلام نصرالله عن مقاتلين ومجاهدين من العراق واليمن وباكستان وافغانستان في صلب المعركة، علما ان ايا من هؤلاء لم يتحرك يوما لنصرة فلسطين او القتال ضد اسرائيل، بل ان الحزب نفسه يتهم كثيرين من هؤلاء بالانضمام الى منظمات ارهابية وتكفيرية يستخدمها النظام الخليجي في سوريا. وادخال نصرالله هؤلاء على الخط بعد محاولات القيام بعمليات ارهابية في ايران، يعني التطلع الى تجنيد بعض منهم للقيام بعمليات مقابلة ضد دول الخليج. اي انه يقول لبعض دول الخليج ان سياساتها سترتد عليها فيما لو استمرت في معاداة ايران، وهذا ما يفسر قول السيد : اليوم إذاً يجب أن يعرف الجميع أن محور المقاومة أقوى، ويجب أن يعرف العدو الإسرائيلي أنه إذا شن حرباً على سوريا أو على لبنان فليس من المعلوم أن يبقى القتال لبنانياً إسرائيلياً أو سورياً إسرائيلياً. هذا لا يعني إنني أقول إن هناك دولاً قد تدخل بشكل مباشر، ولكن قد تفتح الأجواء لعشرات الآلاف بل مئات الآلاف من المجاهدين والمقاتلين من كل أنحاء العالم العربي والإسلامي ليكونوا شركاء في هذه المعركة، من العراق ومن اليمن ومن إيران ومن أفغانستان ومن باكستان. من يقول إنه إذا قرر العدو أن يعتدي أو أن يشن حرباً أن الحرب ستكون مثل عام 2006 وما شاكل؟ كلا اليوم محور المقاومة يتعاطى أنه معني بمصير واحد".


في القراءة اياها يبدو السيد حسن نصرالله اكثر قلقاً من مستجدات المنطقة والحصار المفروض على حزبه والتضييق على الدول الداعمة له، "ما يجري في منطقتنا منذ سنوات بالحد الأدنى، يعني ست سبع سنوات لليوم منطقتنا دخلت في مرحلة مختلفة تماماً، هذا مفصل تاريخي مختلف ومتميز وقاسٍ وصعب ودامٍ ومحزن ومؤلم وفيه الكثير من المخاطر، وفيه الكثير من التحديات والتهديدات، وفي المقابل فيه الكثير من الإرادات والتضحيات والصمود والإنجازات".