تسونامي "ماكروني" يطيح الجمعية الوطنية الفرنسية؟!

سمير تويني

بدأت صباح اليوم الدورة الاولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية، ويتنافس ٧٨٧٧ مرشحا للفوز بـ ٥٧٧ مقعداً داخل الجمعية الوطنية.
في معزل عن إطلاق حركة سياسية لا يزيد عمرها عن عام والتي ادت الى انتخاب إيمانويل ماكرون رئيساً للجمهورية فالأنظار ستكون مشدودة مساء اليوم على عدد المقاعد التي يمكن ان تحصدها حركة الجمهورية الى الامام في الانتخابات التشريعية. فآخر الاستطلاعات تشير الى امكان حصول حركة الرئيس الفرنسي على أغلبية واسعة في المجلس المؤلف من ٥٧٧ مقعدا قد تصل الى اكثر من ٤٢٠ مقعدا بعد الدورة الثانية الاحد المقبل. 


فالحركة "الماكرونية" قضت على الاحزاب التقليدية ويشارك في هذه الانتخابات ٦ وزراء وهم وزير الاقتصاد برونز لومير ووزيرة المقاطعات ما وراء البحار آنيك جيراردان ووزيرة الشؤون الاوروبية مارييل دي شارنيز ووزير العلاقات مع البرلمان كريستوف كاستانير ووزير التماسك الاقليمي ريشار فيران وسكرتير الدولة عن الرقمية منير محجوبي، فيما قد يتعرض الوزراء السابقين في الحكومة الاشتراكية لخسارة منذ الدورة الاولى. ولن يشارك ممثلين عن الخضر وكان لهم ١٧ مقعدا، والحزب الشيوعي كان له ١٠ مقاعد في الجمعية الوطنية الجديدة. اما مارين لوبن المرشحة الخاسرة في الانتخابات التشريعية فان انتخابها غير مضمون في شمالي فرنسا، وقد يخسر اليمين نحو نصف مقاعده ولن يفوز باكثر من ١٢٠ مقعدا.


ما هي العبر والتساؤلات التي يمكن استنتاجها بعد هذه الدورة الاولى؟

- سيتمكن الرئيس من تأمين اكثرية بين ٣٩٧ و ٤٢٧ مقعدا تدعم خططه الإصلاحية والاقتصادية ورغبته في احداث التغير داخل المجتمع الفرنسي. وسيتوافر له الاستقرار السياسي عكس ما كان يشاع بعد انتخابه رئيساً وإمكان حصول مساكنة حكومية مع اليمين.


- بأي قدر ستكون نتائج التشريعية جارفة لحركة ماكرون؟ وهل سيحصل على ٧٠ في المئة من المقاعد النيابية؟


- تجديد طاقم المرشحين بعد ان عزف ٢١٦ نائبا عن خوض الانتخابات، وتنتمي أكثريته الى المجتمع المدني.


- ٤٢،٣ في المئة من المرشحين نساء وهي خطوة مهمة لتحقيق المساواة بين الرجال والنساء.


- حصول اليمين على ١٠٠ الى ١٢٠ مقعدا قد يزيد انشقاقه الداخلي بين مؤيد ومعارض لماكرون، وستبدأ عملية تصفية حسابات داخل حزب "الجمهوريون" بعد اعلان نتائج الدورة الثانية للانتخابات.


- خسارة الحزب الاشتراكي تقريبا كل شيء. فبعد خسارته مجلس الشيوخ وادارة غالبية المناطق الفرنسية خسر الرئاسة وسيخسر الانتخابات التشريعية وسينشق بين مؤيدين لماكرون من جهة ومؤيدين لليسار المتشدد من جهة اخرى .


بعد خسارة الجبهة الوطنية الانتخابات الرئاسية ستخسر الانتخابات التشريعية بعد تدني التأيد لها من ٣٣،٩ في المئة الى ١٧ في المئة ولن تتمكن الفوز بأكثر من عشرون مقعدا.


بانتظار الدورة الثانية ما هي نسبة التأييد التي سيعطيها الفرنسيون للرئيس، وهل هي اكثرية جارفة؟ الدورة الثانية من التشريعية ستحدد المعالم الجديدة داخل البرلمان الفرنسي للسنوات المقبلة.