"حزب الله" يطلب التبرع لتجهيز "مجاهديه"
لا يخفي "حزب الله" ازمته المالية المتصاعدة منذ أكثر من عام ونصف العام.
فالحزب الذي يعتمد وبشكل كامل على التمويل الإيراني، بات يعاني شحاً في السيولة وصل الى حد اطلاق حملات لجمع الاموال بهدف "تجهيز المجاهدين" الى خارج الحدود.
في وضح النهار ترتفع الصورة الضخمة على طريق "مطار رفيق الحريري الدولي". الصورة غير المكتملة لمقاتل من "حزب الله" تعلوها عبارة "الجهاد بالمال واجب – مشروع تجهيز مجاهد" تحض الجماهير والمتمولين وحتى المناصرين على التبرع بالمال من اجل تجهيز مقاتلي الحزب الذين يخوضون المعارك على اكثر من جبهة في اكثر من دولة عربية.
"النهار" اتصلت بالرقم الذي وزعته "هيئة دعم المقاومة الإسلامية" للراغبين في "تجهيز مجاهد " حيث شرح لنا احد المسؤولين عن المشروع ان "الهيئة أطلقت مشروع "تجهيز مجاهد" منذ فترة طويلة، ويهدف لفتح المجال للدفاع عن الوطن خصوصاً في هذه الأيام،لأنّه بدل العدو الواحد اصبح لدينا الكثير من الأعداء وبدل الجبهة الواحدة صار لدينا جبهات عدة. وكل مجاهد في جبهات العز والكرامة يحتاج الى بعض التجهيزات من ثياب وعتاد"، عدا عن ان "المشروع هو مشاركة مشرفة لكل من يريد الجهاد بماله ولا يستطيع الالتحاق بالجبهات".
ويشير المسؤول في "هيئة الدعم" ان تكلفة تجهيز المقاتل الواحد هي 1000 دولار اميركي، وان مندوباً من الهيئة يتولى شرح اهمية واهداف المشروع للراغبين بالتبرع وان هذا المندوب سيبرز هويته وبطاقة التعريف عنه قبل استيفاء المبلغ من المتبرع".
هذا المشروع مهد له "حزب الله" بالاسباب الموجبة متكئاً إلى البعد "الديني الجهادي" لجمهوره وللمقربين من خطه السياسي مستخدماً مفردات وتعابير بسيطة منها ان "المقاوم المـرابط على محاور الجهاد يحتـاج ألبسة وعِتاداً عسكرياً، وأن هـذا المشروع يتـيـح للمتبرعين المساهمة في تجهيز مقاومين، عدا انه في الامكان المساهمة في تجهيز المجاهدين من الحقوق الشرعية (زكاة وخمس وغيرهما)، كما ويمكن تقسيط المبلغ على دفعات شهرية أو المساهمة بمبلغ محدد.
"شح التمويل"
يبدو أن استمرار العقوبات على إيران وتراجع سعر النفط عدا عن العقوبات الاميركية على الجمهورية الاسلامية و"حزب الله" تشكل الاسباب الموجبة لإعلان حال التقشف لدى "محور المقاومة"، وجاء "مشروع تجهيز مجاهد" في سياق السياسة المالية الجديدة التي يتبعها "حزب الله" والتوجه بشكل مباشر الى "المتبرعين والمحسنين" لجمع الاموال على قاعدة أن الامر هو "فعل إيمان وجهاد على الرغم من الحرمان والإمكانات الاقتصادية الصعبة، ما يعزز السند لمن يحمون الأرض والعِرض ولمن يقاومون ويجاهدون بأرواحهم من اجل ان ينعم الاخرون بالحياة" بحسب ما يؤكده المتحمسون لهذا المشروع.
بات "حزب الله" يجمع التبرعات لتأمين اللباس والعتاد تحت عنوان " الجهاد"، على الرغم من تأكيد أمينه العام السيد حسن نصرالله أن تمويل حزبه يأتي كاملاً من إيران التي لا تضع سقفاً محدداً لحجم المبالغ التي كانت تقدمها لحلفائها، وذلك التمويل لم يمرْ يوماً عبر المصارف التي التزمت في لبنان بمندرجات القانون الأميركي الذي يفرض عقوبات على البنوك التي تتعامل مع "حزب الله".
وأيضاً لا بد من التذكير أن انخراط الحزب في القتال في سوريا والعراق وغيرهما يحتاج الى تمويل كبير لا يبدو ان المؤسسات الإيرانية شبه الحكومية مثل "مؤسسة المستضعفين" و"بنياد إمام"، ومؤسسة "الشهيد" وغيرها قادرة على توفير الدعم الاضافي مع استمرار العقوبات الغربية، علماً أن موازنة "حزب الله" كانت مفتوحة ولم تكن تتوقف عند ارقام او مبالغ لا سيما في التسعينات وايضاً خلال عدوان تموز 2006 عندما كان رسميون ايرانيون ينقلون الاموال نقداً في حقائب من طهران الى بيروت بشكل مباشر.