لهذا السبب تحطم مسبار وكالة الفضاء الأوروبية على المريخ

توصلت التحقيقات التي أجرتها وكالة الفضاء الأوروبية إلى أن مسبارها الذي تحطم فيما كان يهبط على سطح المريخ في تشرين الأول/أكتوبر الماضي أصيب بعطل جعله غير قادر على تحديد موقعه وارتفاعه بشكل دقيق "بسبب تلقيه معلومات متناقضة". 

وكان المسبار "سكياباريللي" سافر من الأرض في مركبة غير مأهولة أوروبية روسية في رحلة امتدت على سبعة أشهر، ولما انفصل عنها ليهبط على سطح المريخ سقط سقوطا حرا من ارتفاع ثلاثة آلاف و700 متر، فارتطم بسطح الكوكب الأحمر بسرعة 540 كيلومترا في الساعة.

إثر تلك النكسة في برنامج "إكزومارس" الرامي لاكتشاف المريخ، فتحت وكالة الفضاء الأوروبية بالتعاون مع خبراء مستقلين تحقيقا لمعرفة أسباب الحادث.

وأيد تقرير لجنة التحقيق الذي بث مساء الأربعاء على الموقع الإلكتروني للوكالة الاشتباه الأولي الذي تكون في تشرين الثاني/نوفمبر.

وخلص التحقيق أيضا إلى مجموعة من التوصيات لتجنب تكرار هذا النوع من "الخلل والضعف"، بحسب الوكالة.

وتحضر أوروبا مهمة طموحة مشتركة مع روسيا تقضي بإرسال مسبار إلى المريخ في العام 2020، ليحفر هناك بحثا عن آثار لحياة سابقة قد تكون ما زالت موجودة.

وقال ديفيد باركر المسؤول عن الرحلات المأهولة ومهمات المسبارات في وكالة الفضاء الأوروبية "اتضح أن هناك عددا من الأمور التي ينبغي الانتباه إليها أكثر (..) في النظام المسؤول عن الهبوط".

وأضاف "سنستخلص الدروس" مما جرى أثناء التحضير لمهمة العام 2020.

وحتى الآن، لم يستطع سوى الأميركيين أن يرسلوا مسبارات إلى المريخ حطّت على سطحه بهدوء ثم بدأت تعمل وترسل المعلومات من هناك.


بدأت الأمور مع المسبار "سكياباريللي" بشكل جيد قبل أن ينتهي ركاما على سطح المريخ.

ففي السادس عشر من تشرين الأول/أكتوبر، انفصل المسبار عن المركبة "تي جي أو". وبعد ثلاثة أيام دخل "بشكل جيد" في الغلاف الجوي الرقيق للكوكب الأحمر، قبل ست دقائق من الوقت المحدد للهبوط، بحسب التقرير.

وعلى مدى ثلاث دقائق، فتح المسبار مظلته الكابحة لسرعة الهبوط، لكنه تقّلب بشكل كبير لم يكن متوقعا.

وأدى هذا التقلب إلى اضطراب في الجهاز الذي يقيس الحركة، فظل يقدّر السرعة بأنها في أقصى درجة على مدى ثانية كاملة، بدلا من 15 جزءا من الثانية.

هذا الخلل الذي يبدو بسيطا جدا، كان كافيا لتحطيم المسبار.

فالجهاز الذي أخطأ في التقدير مسؤول عن تحديد موقع المسبار. وأخطأ النظام المعلوماتي، بناء على معلومات الرادار، في تحديد ارتفاع المسبار فظنّ أنه لامس السطح، فأوعز إلى المظلة بأن تنفصل وللعجلات بأن تنتشر، وكأن المسبار حطّ فعلا على سطح الكوكب، فيما كان في الحقيقة ما زال يهبط بسرعة كبيرة جدا.

وقال تييري بلاناكريه المسؤول عن المسبار في وكالة الفضاء الأوروبية لوكالة فرانس برس "ينبغي التثبت من أن الكل يعمل يدا بيد" على الصعيد الصناعي وعلى مستوى وكالات الفضاء، لعدم تكرار ما جرى.

وقال يان فورنر المدير العام لوكالة الفضاء الأوروبية "بفضل التحقيق، توصلنا لمعرفة الأمور التي تتطلب انتباها خاصا، وسنستفيد من ذلك في مهمة إكزومارس 2020".