"القوات" و"التيار" الحليفان يتسابقان على الترشيحات؟

منال شعيا

في بلد باتت تنعدم فيه الأطر الانتخابية واحترام الاستحقاقات الدستورية، لا يعد من وسيلة يهرب عبرها المسؤولون سوى العودة المحتّمة الى الستين.

وما عزز هذا الانطباع تصريح رئيس الجمهورية ميشال عون الذي اعتبر ألا مفر من الستين، لئلا "نترك الجمهورية فلتانة".

انما ما يخرق بعض الرتابة في الجدار السياسي هو الترشيحات التي تأتي من هنا وهناك. تارة من "التيار الوطني الحر" وطوراً من "القوات اللبنانية"، الى حد يمكن القول ان هذين الفريقين اللذين يفترض ان يكونا حليفين، هما الوحيدان اللذان يعمدان الى اعلان بعض الترشيحات وفي مناطق محددة.

حتى الان، رست البورصة على الاتي:

على مقلب "القوات اللبنانية":

ترشيح فادي سعد للمقعد الماروني في البترون.

ترشيح رئيس جهاز التنشئة السياسية في "القوات" انطوان حبشي للمقعد الماروني في بعلبك - الهرمل.

وعلى مقلب "التيار الوطني الحر"، ترشيح ادي معلوف عن مقعد الروم الكاثوليك.

واذا كان ترشيح حبشي في بعلبك اعتبر رسالة من "القوات" الى "التيار"، لكون هذا المقعد كان من حصة " التيار" وثمرة التحالف مع "حزب الله"، فان ترشيح معلوف اعتبر ايضا قطع طريق لـ "التيار" من امام " القوات"، تحديدا من امام الوزير ملحم الرياشي.

فأي تنافس على الترشيحات بين الحليفين المسيحيين؟

ينفي النائب فادي كرم اي تنافس. يقول لـ"النهار": " هذه حجة ضعيفة. نحن حلفاء انما لسنا فريقاً واحداً. ومن الطبيعي ان نجري ترشيحاتنا وفي بعض المناطق، اما خريطة التحالفات فلا تزال بعيدة، وستخضع الى احصاءات وحسابات، وبالتالي هي ستكون مفتوحة امام الكثير من الاحتمالات والخيارات، لكننا في الوقت نفسه، لا نستطيع ان نبقى مكتوفين حين يحين موعد الانتخابات، اذ لا بد للبعض من ان ينزل على الارض، ولا سيما من المرشحين الجدد، كي يكون امامهم الوقت الكافي لدراسة الارض والتكيف معها".

من الواضح، ان ثمة تكتيكا عند "القوات" في اعلان ترشيحات، الواحدة تلو الاخرى، وليس دفعة واحدة، فكيف يتم اختيار المناطق، وهل من خصوصيات محددة، مثل الترشيح الاخير في بعلبك؟

يعلق كرم: " بالطبع، ثمة اعتبارات عند القيادة. واحيانا، ثمة مناطق تجهز قبل الاخرى، فلم انتظار الكل دفعة واحدة. هذا الامر يتم وفق تراتبية محددة، ووفق حلقة من الاستشارات الواسعة، تبدأ من القاعدة الى الهيئة التنفيذية للحزب، وصولاً الى رئيس الحزب نفسه".

وفي اي اطار يمكن وضع هذه الترشيحات، وفي هذا التوقيت بالذات؟

لا يرى كرم ان "الامر غير طبيعي، لا بل إن الترشيحات تأتي ضمن الاطار الطبيعي، كحزب لديه انتشار كبير، مع عدد من الترشيحات التي يفترض ان تكون جديدة، لا سيما ان حزب "القوات" لم يأخذ مساحته الطبيعية في الانتخابات الماضية، ولا بد اليوم ان يجسد دورا فعالا في عدد من المناطق".

حتى الان، لا قانون انتخاب. لا بل ثمة اتجاه الى العودة الى الستين، فوفق اي قانون، تقدم هذه الترشيحات اليوم، والا تشكل اعترافاً ضمنياً وقبولاً بقانون الستين؟

لا يرى كرم هذه المعادلة وفق هذا الاساس. يعلق: " نحن متأكدون انه سيكون هناك قانون انتخاب جديد، وان الانتخابات ستجرى. انما لا يجوز الانتظار اكثر، وخصوصا ان بعض المرشحين لا بد ان يأخذوا وقتهم في التحضير للمعركة الانتخابية. هذه الترشيحات تدل على انه مهما كان شكل القانون، فإن القوات متمسكة بالاستحقاق الانتخابي وباحترام تداول السلطة ووادخال وجوه جديدة الى البرلمان".

على خط "التيار". لا يرى ان هناك تنافسا، بل اجراء طبيعي للاحزاب السياسية، على ابواب الانتخابات؟

يقول النائب سليم سلهب: " لا تنافس. انه سلوك طبيعي".


ويرى ان موضوع الانتخابات والترشيحات والتحالفات لا يزال مفتوحا، وسيبقى كذلك حتى تحديد الموعد، ونرى انه امر طبيعي وصحي".

هي ترشيحات حزبية، قد تكون ثابتة وقد لا تكون... تبقى الانظار الى صورة التحالفات التي يمكن ان تبدّل من المشهد السياسي ككل.

manal.chaaya@annahar.com.lb

Twitter:@MChaaya