هل تطيح قمم الرياض حوار "المستقبل" و"حزب الله"؟

عباس الصباغ

اذا كانت تصريحات الرئيس سعد الحريري ضد ايران قد هزت الحوار بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" قبل عامين فهل يمكن ان يستمر الحوار بعد ان اجتمعت معظم الدول الاسلامية والعربية في الرياض على نية محاربة ايران و"حزب الله". كان قرار "حزب الله" و"تيار المستقبل" فتح حوار ثنائي بينهما مفاجئاً برعاية رئيس المجلس نبيه بري نهاية العام 2014.  

لكن ذلك الحوار وان لم تنتج منه مفاعيل عملية وازنة الا انه ساعد في احتواء الخلاف الكبير بين طرفين متمترسين في خندقين متعارضين، وبالتالي خفف الى حد كبير التوتر والاحتقان في الشارع ونقل الخلاف الى غرف مغلقة تحت انظار بري القابض على مفاصل واسرار لبنانية كثيرة.

لكن ما شهدته الرياض الاحد لم يكن مسبوقاً لجهة الحشد العريض الذي استدعته السعودية لاعلان بيان العداء "الاممي" لايران و"حزب الله" برعاية واحتضان اميركي غير عادي، وفي حضور لبنان ممثلاً بالرئيس سعد الحريري ومشاركة وزير الخارجية جبران باسيل والوزيرين نهاد المشنوق وملحم الرياشي، من دون مشتركة اي وزير من قوى 8 آذار او من "اللقاء الديموقراطي".

اعلان الرياض ستكون له تداعيات على لبنان يجزم مصدر وازن في 8 اذار ويؤكد لـ "النهار" ان "التركيز على لبنان في كلمات الرؤساء والملوك جاء من بوابة المقاومة، ولولا "حزب الله" لما كان احد اعار بلدنا اي اهتمام واصلاً لم يكن هناك اهتمام بالوفد الرسمي اللبناني الذي لم تنظم له اي لقاءات مع المشاركين في القمة". اما عن تأثير قمم الرياض على الحوار الثنائي، فيؤكد ان " لا تأثير لتلك القمم على الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله والاخير لم يأخذ قراراً بوقف الحوار حتى الان والكرة عند الفريق الاخر".

من جهته يؤكد عضو " كتلة المستقبل" النائب محمد الحجار ان " قمة الرياض لن يكون لها اي تأثير على الحوار الثنائي لان "تيار المستقبل" سبق واعلن مراراً وتكراراً ان الخلاف مع الحزب جوهري واساسي وسيظل كذلك الى ان يغير الحزب اداءه ويعود من جبهات القتال في سوريا". ويشير الى ان الرئيس الحريري اكد منذ ايام ان الخلاف مع "حزب الله" باق الى يوم الدين وبالتالي لا توافق معه على الاستمرار في تجاوز المؤسسات". ويختم: "لكن على الرغم من هذا الخلاف، الا ان الحوار يبقى افضل من عدمه للحفاظ على البلد".

بدوره يعتقد النائب امين وهبي ان الحوار سيستمر لانه " عادة ما يكون بين طرفين مختلفين وهناك ادراك من الجميع ان هذا الحوار يجب ان يستمر خصوصاً عند المحطات المفصلية في المنطقة من اجل حماية لبنان".

اذاً هناك رغبة في مواصلة الحوار بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" لا سيما انه الحوار الوحيد في نوعه في منطقة ملتهبة من محيطها الى خليجها وسط اصطفافات واعادة تموضع لبعض الدول ما يزيد من الاسباب الموجبة التي تحتم على الطرفين الاستمرار في التلاقي عدا ان الطرفين ذهبا للحوار بعناوين محددة، للحوار وليس للاستسلام، ومن أجل تخفيف الاحتقان ولخلق مساحة مشتركة في البلاد.

abbas.sabbagh@annahar.com.lb

@abbas_sabbagh