ملاعب كرة القدم اللبنانية الى القضاء... والاتحاد يستغرب!

عبدالناصر حرب

هل يعقل أن تقام مباريات بطولات رسمية في القرن الـ21 على أراضي ملاعب شبه عشبية؟

هل يعقل وجود ملعب واحد "يسمح" باستضافة جميع النوادي اللبنانية، فيما أن الملاعب الأخرى ترفض استقبال بعض الأندية لأسباب، بكل آسف، طائفية؟

هل يعقل ان تتحول بعض ملاعب كرة القدم الى ثكنات عسكرية؟

في لبنان، تكون الإجابة عن هذه الاسئلة "نعم"، خصوصاً حين تنخر السياسة والطائفية والمذهبية لعبة تمثل متنفّساً للشباب اللبناني، الذي يحاول ان ينسى المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية، واللجوء الى ملاعب كرة القدم.

أزمة الملاعب اللبنانية تتصاعد موسماً تلو آخر، والدليل إصابات اللاعبين خلال الموسم الأخير، في ظل عجز إدارات الملاعب والبلديات الى جانب وزارة الشباب والرياضة عن إيجاد الحلول المناسبة.

أين تلعب الاندية؟

"نعاني كثيراً من موضوع الملاعب، هذه مشكلة كبيرة، لا يمكن ان تلعب كرة قدم من دون ملعب!"، يقول مدير فريق الأنصار بلال فراج لـ "النهار".

وأضاف: "لدينا أربعة ملاعب أساسية في لبنان: صيدا البلدي، بيروت البلدي، المدينة الرياضية، طرابلس البلدي"، بالنسبة الى ملعب صيدا البلدي، فهو الأكثر جهوزاً لاستقبال المباريات، وتعتبر ارضيته الأفضل نوعاً ما في لبنان، لكن ذلك غير كافٍ لاستقبال عدد مباريات أكثر من قدرته".

وتابع: "ملعب المدينة الرياضية، حدث ولا حرج، تقام صيانة موسمية، ويستقبل عدداً قليلاً من المباريات في الموسم الواحد، لا أجد أي جواب على الوضع السيئ الذي تعيشه أهم منشأة لكرة القدم في لبنان؟... انظروا الى الحمامات والاضاءة داخل غرف الملابس، المياه تسبح على الأرض... للأسف، مشهد يفترض ان لا يكون في عام 2017".

واستطرد: "بالنسبة الى ملعب بيروت البلدي، الشاهد على إنجازات الأنصار في التسعينات، لم نلعب عليه هذا الموسم سوى مباراة واحدة، في ظل عدم اهتمام البلدية فيه، الامر الذي انعكس سلباً على ارضيته".

وعن ملعب طرابلس الأولمبي، قال فراج: "تحول الى ثكنة عسكرية، بعدما أنفقت الملايين من أجل انشائه، وفي حال أردت اللعب، وتحديداً في بطولة الناشئين، ستخضع لعملية تفتيش كبيرة".

وتمنّى فراج ان يزيد الاهتمام بملاعب كرة القدم في لبنان، في ظل العهد الجديد والوضع الأمني المستقر، وتالياً فإن المطلوب العمل على تحسين الأمور التي يمكن ان تبعد الشباب عن الآفات.

ما هي الحلول؟

وبالنسبة إلى الحلول، قال فراج: "تقع مسؤولية الإهمال على إدارات الملاعب والبلديات، والمطلوب وضع ميزانية خاصة للصيانة"، مشيراً الى ان "جميع المشاريع في لبنان تنجز دون الأخذ في الاعتبار موضوع الصيانة، وهو أمر أساسي للحفاظ على أي منشأة".

وأضاف: "أتمنى ان يوقع نادي الأنصار عقداً موسمياً مع ملعب بيروت البلدي، ونحن نتكفّل بموضوع الصيانة، لان الأهم هو سلامة اللاعبين وإيجاد ملعب قادر على استضافة مبارياتنا في أي وقت".

وتابع: "في حال لا تريد البلديات او الإدارات الاهتمام بملاعبها، يجب ان تتحول الأراضي من طبيعية الى اصطناعية، أسوةً بملعبي الصفاء وصور البلدي وغيرهما.

قمرالدين يوضح وضع ملاعب طرابلس

أكد رئيس بلدية طرابلس نائب رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم احمد قمرالدين في حديث مع "النهار" ان ملعب طرابلس البلدي يعتبر من الملاعب الجيدة، باستثناء المدرج الذي يشغله الجيش اللبناني، وهذا "لا علاقة لنا فيه".

وأضاف: "نسيّر دوريات بشكل متواصل لمتابعة أرضية الملعب وكافة التجهيزات".

وعن الملعب الأولمبي، نفى قمرالدين ان تكون للبلدية سلطة على هذا الملعب، لان وزارة الشباب والرياضة هي صاحبة السلطة على هذه المنشأة.

وتابع: "طلبت الحكومة اللبنانية من بلدية طرابلس افادتها ببعض المشاريع في العاصمة الشمالية، وطالبنا منها تأهيل الملعب ووضعه تحت تصرف البلدية".

واسف رئيس البلدية لكل الأموال التي صرفت من أجل بناء هذا الملعب الأولمبي.

الاتحاد يستغرب

واستغرب قمرالدين زجّ اسم الاتحاد في هذه القضية، مشيراً الى عدم وجود أي علاقة له في موضوع اهمال الملاعب، التي تعتبر من مسؤولية إدارات هذه المنشآت.

وأكد قمر الدين ان الاتحاد يساعد أحياناً في اعمال الصيانة، مشيراً إلى ان الاتحاد "يستأجر الملاعب من المسؤولين عنها فقط".

تجدر الإشارة الى ان النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود أحال على النائب العام المالي القاضي علي إبرهيم الإخبار المقدم من الناشط المدني ضمن مجموعة "الشعب يريد اصلاح النظام" المحامي حسن بزي ضد كل من يظهره التحقيق من ادارة الاتحاد اللبناني لكرة القدم وادارة مدينة كميل شمعون الرياضية وبلديتي طرابلس وصيدا بجرم الاهمال الوظيفي وعدم تأهيل المنشآت الرياضية والإهدار في المال العام.