الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

الإتحاد الأوروبي يعقد الآمال على ماكرون لكنه يخشى تعقيدات إذا اضطر إلى حكومة توافق

المصدر: (و ص ف)
الإتحاد الأوروبي يعقد الآمال على ماكرون  لكنه يخشى تعقيدات إذا اضطر إلى حكومة توافق
الإتحاد الأوروبي يعقد الآمال على ماكرون لكنه يخشى تعقيدات إذا اضطر إلى حكومة توافق
A+ A-

يؤيد الزعماء الاوروبيون الذين يدركون ان مستقبل الاتحاد الاوروبي سيتقرر جزئياً في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية غداً، المرشح الوسطي ايمانويل ماكرون ضد منافسته مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن. 

وقبل يومين من المرحلة الاخيرة من الاقتراع، قال استاذ الاقتصاد السياسي في معهد هيرسي للحوكمة في برلين هنريك اندرلين: "إذا فازت لوبن فان أوروبا ستعاني انقساماً عميقاً، بينما اذا انتصر ماكرون فهناك فرصة لحصول مصالحة في فرنسا وتجدد في أوروبا".

وقال مصدر اوروبي: "نعم، نعقد الآمال" على ماكرون، موضحاً ان المناظرة التلفزيونية بين المرشحين مساء الاربعاء كانت موضع "متابعة شديدة" في المؤسسات الاوروبية "حتى من زملائنا من غير الفرنسيين".

وأضاف: "اذا عاينا الامور من وجهة نظر بروكسيل، فان ماكرون يعطي انطباعاً ايجابياً وشعوراً بأنه سيكون من الممكن التعامل معه لأنه لا يحمل مشروعاً هداماً مثل لوبن. انها ليست انتخابات عادية فاليمين المتطرف وصل الى الدورة الثانية".

وفور فوز ماكرون في الدورة الأولى، سارع الزعماء الاوروبيون الى تهنئته في الليلة نفسها مما يدل على القلق السائد في الاتحاد من تصاعد الحركات الشعبوية والمعادية لأوروبا بعد الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي "بريكست" وفوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الاميركية.

وكان رئيس المفوضية الاوروبية جان - كلود يونكر خرج عن تحفظه المعهود ليتمنى لماكرون منذ مساء 23 نيسان الماضي "حظاً موفقاً". وصرح الناطق باسم يونكر لتبرير هذا التدخل في الانتخابات الفرنسية: "الامر يتعلق فقط بالاختيار بين الدفاع عما تمثله أوروبا ومشروع تدمير أوروبا".

وتعتزم لوبن اعادة العمل بالحدود والعملة الوطنية وتالياً التفاوض مع بروكسيل على الخروج من منطقة الأورو وفضاء شنغن. وبعد المفاوضات، تريد تنظيم استفتاء في فرنسا على انتماء هذه الى الاتحاد الاوروبي.

وفي المقابل يريد ماكرون، الذي ترجح استطلاعات الرأي فوزه الاحد بنسبة 60 في المئة من الاصوات، ان يكون لمنطقة الأورو موازنتها الخاصة وبرلمانها ووزير للمالية واطلاق "سياسة استثمارات أوروبية"، وتعزيز الدفاع في أوروبا.

وقال في مقابلة مع صحيفة "لوباريزيان" أمس: "نحن في حاجة الى اوروبا اكثر فاعلية وعملية، وتحقق نتائج من غير ان تثير ملل المواطن العادي وأقل بيروقراطية".

وكان ماكرون حصل بعد الدورة الاولى على تشجيع مسؤولين على طرفي نقيض مثل المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس ورئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال.

وتعهد اعادة اطلاق المحرك الفرنسي - الالماني مما يثير حماسة في المانيا حيث ستنظم انتخابات في أيلول المقبل.

ولاحظ أندرلين ان "فوز مرشح في 2017 يقول +أريد تعزيز أوروبا+ في ما يشكل شعاراً معاكساً للتيار السائد، أثار استحسان أكثر من مسؤول في المانيا"، بينهم أعضاء في الائتلاف الحاكم من وزير المال المحافظ فولفغانغ شويبله والوزيرين من الحزب الاجتماعي الديموقراطي سيغمار غبريال وفرانك - فالتر شتاينماير.

الا ان المحلل في مركز "أوبن يوروب" للابحاث فينشنزو سكاربيتا رأى ان "الامور ستكون على الارجح أكثر تعقيدا". وقال ان "اصلاح أوروبا أمر جميل على الورق، لكن أفكار ماكرون جريئة فهو يريد وزيراً وموازنة لمنطقة الأورو. هل هذه مطالب واقعية أو ستتطلب تعديل المعاهدات؟".

وحذر الباحث في معهد أوروبا للسياسات يان سفين ريتلماير من ان هامش التحرك أمام ماكرون قد يكون ضيقاً إذا اضطر بعد الانتخابات النيابية في حزيران، الى تأليف حكومة توافق. وقال إن الاوروبيين "لم يدرسوا فعلاً المشاكل التي يمكن ان تنجم عن افتقار ماكرون الى غالبية في الجمعية الوطنية لان الشعور بالارتياح من استبعاد خطر المتطرفين طاغ على حدّ كبير".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم