فنزويلا: المعارضة تتظاهر الاربعاء... قتلى حركة الاحتجاج يرتفع الى 25

دعت المعارضة الفنزويلية الى تظاهرة جديدة الاربعاء، للمطالبة بانتخابات عامة مبكرة. وهذا المطلب هو الهدف الرئيسي لحركة احتجاج مستمرة منذ شهر، قتل خلالها 25 شخصا. 

ودعا النائب عن المعارضة ميغيل بيزارو الى مسيرة في اتجاه وسط كراكاس، لكن من دون تحديد خط سيرها، بعدما كان اتهم المؤسسات الخاضعة لسيطرة الحكومة بانها "متواطئة في الانقلاب".

وقتل شاب يبلغ 23 عاما صباح اليوم، خلال تظاهرة في شمال غرب فنزويلا، على ما أعلنت النيابة، ليرتفع بذلك الى 25 عدد قتلى حركة الاحتجاج المناهضة للحكومة المستمرة منذ قرابة شهر. وقالت النيابة في بيان: "كان الشاب يشارك في تظاهرة عندما اصيب برصاصة في الرأس أدت الى مقتله على الفور".  

 
الاثنين، قتل 3 أشخاص في غرب البلاد، وأصيب 7 آخرون بجروح، وفقا للنيابة والسلطات. وقتل رجلان في مدينة ميريدا، وآخر في مدينة باريناس، وكلاهما في غرب البلاد، مع ان يوم التعبئة الاثنين كان سلميا، اذ عمد آلاف الناشطين الى قطع الطرق في البلاد، للمطالبة بانتخابات عامة مبكرة.  


وسجلت بضعة صدامات فقط عندما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين كانوا يرشقون عناصرها بالحجارة على طريق سريع في العاصمة. وقال النائب من المعارضة لويس فلوريدو: "كانت تظاهرة سلمية من اجل اجراء انتخابات عامة. انتهى قمع الشعب الذي يريد التغيير".  


واعترض متظاهرون ارتدوا الابيض، وقوفا او جلوسا طيلة ساعات تحت أشعة الشمس الحادة، طريق فرنسيسكو فاهاردو المؤدية الى العاصمة كراكاس، اضافة الى الطرق الرئيسية في البلاد. وقالت اماليا دوران ربة الاسرة البالغة 41 عاما: "نعترض (الطرق) ليفهم مادورو ان عليه الرحيل. خلال عهده، بتنا نعاني الجوع، ولا اجد حليبا لطفلي البالغ 16 شهرا".   


في هذا البلد الغني بالنفط الذي انهار اقتصاده مع تدهور اسعار النفط، اصبح من المتعذر ايجاد مواد غذائية وأدوية. وأظهر استطلاع للرأي اجراه "فينيبارومترو" ان 7 فنزويليين من أصل 10 يرغبون في رحيل الرئيس مادورو.  


وقال المتظاهر يوروين رويز البالغ 26 عاما: "جئت لانني تعبت". وروى معاناته: "قمت بجولة على اكثر من 20 صيدلية لشراء مضاد للحيويات. آمل في ان نتمكن على الاقل من اجراء انتخابات".  


وانضمت اسبرانزا كادافيد وليونور بيريز، الراهبتان الكولومبيتان البالغتان 83 و79 عاما على التوالي، الى التحرك. وقالت بيريز: "لم اشهد ابدا مثل هذا الشيء"، خلال عقود في فنزويلا.  

 
من جهته، قال لاعب كرة القدم توماس رينكون على حسابه على "تويتر": "لا قمع بعد اليوم". وعبّر لاعبون آخرون، مثل سالومون روندون وادالبرتو بيناراندا، عن "ألمهم". ودعوا الى بلد "حر يكون في سلام".  


بعد شهر تقريبا من التظاهرات، يواصل معارضو نهج تشافيز (في اشارة الى الرئيس الراحل هوغو تشافيز 1999-2013) الضغط، من أجل اجراء انتخابات عامة مبكرة، قبل انتهاء ولاية الرئيس نيكولاس مادورو في كانون الاول 2018.  


وتتبادل الحكومة والمعارضة الاتهامات بالوقوف وراء اعمال العنف هذه التي أوقف خلالها أكثر من 600 شخص، وفقا لمنظمة "بورو بينال" غير الحكومية. وقال نائب رئيس البرلمان، المؤسسة الوحيدة الخاضعة لسيطرة المعارضة، فريدي غيفارا ان "فنزويلا تنتفض ضد الديكتاتورية رغم القمع. لن نستسلم".  


وقال مادورو في حديث تلفزيوني الاحد: "اريد انتخابات الآن"، لكن في اشارة الى الانتخابات الاقليمية التي كان يفترض ان تنظم في كانون الاول الماضي وارجئت الى أجل غير مسمى، والبلدية المرتقبة هذه السنة.  


من جهته أوضح احد كبار مسؤولي الحركة التشافية ديوسدادو كابيلو ان "الانتخابات العامة لن تجرى. في اي حال نيكولاس لن يرحل". ودعا مادورو المعارضة الى استئناف الحوار المجمد منذ كانون الاول، متمنيا على البابا فرنسيس "مواكبة" هذه المحادثات. وكانت وساطة سابقة برعاية الكرسي الرسولي فشلت العام الماضي.  


والتقى رئيس الدولة مساء الاثنين الرئيس السابق لجمهورية الدومينيكان ليونيل فرنانديز الذي شارك في المفاوضات السابقة. وتدعو 11 دولة في اميركا اللاتينية، وكذلك الولايات المتحدة، الى اجراء انتخابات.  


والأزمة السياسية الحالية ناجمة عن فوز المعارضة من يمين الوسط في الانتخابات التشريعية نهاية 2015، مما وضع حدا لهيمنة تيار شافيز، في وقت كان اقتصاد هذا البلد يغرق مع انخفاض أسعار النفط.  

واندلعت اعمال الشغب مطلع نيسان، مع تنديد المعارضة بـ"انقلاب" بعد قرار المحكمة العليا التي تعتبر وثيقة الصلة بمادورو، تولي صلاحيات البرلمان، مما أثار موجة من الغضب الديبلوماسي دفعها الى الغاء قرارها بعد 48 ساعة.