تفاهم مار مخايل وقانون الانتخاب... فضل الله لـ"النهار" : المحاولات لاستهدافه مصيرها الفشل

عباس الصباغ

ما حدث قبل اكثر من 20 عاماً كان بداية التواصل بين طرفين مختلفين بشأن العديد من المسائل الى ان كان اللقاء الاول في نقابة المهندسين عندما تحالف "حزب الله" مع "التيار الوطني" قبل 21 عاماً وصوت مهندسو الحزب للمرشح العوني حينها النائب حكمت ديب. 

يؤكد مقرب من العهد لـ"النهار" " صمود ورقة التفاهم بين "التيار الوطني" و"حزب الله" بعد اكثر من 11 عاماً على توقيعها وفشل الرهانات على زعزعة التحالف بين طرفين يؤكدان المضي قدماً في تحصين تفاهمهما عند كل استحقاق او مفصل لان وظيفة هذا التفاهم تختصر بكلمة واحدة وهي الاستقرار".

وفي ظل هذه المعادلة يبدو ان التفاهم قد وفر الامن والاستقرار على مدار الاعوام الفائتة وعلى اكثر من مستوى امني وسياسي في احلك الظروف وبحسب المقرب من العهد فإن "هذا التفاهم بات صمام امان في لبنان ما يجعله عصياً على الخرق مهما تبدلت الظروف السياسية والامنية لانه مرتبط بقرار استراتيجي يكمن في الحفاظ على الاستقرار السياسي والامني وحماية البلاد وضمان عدم امتداد تفجيرات المنطقة الى لبنان".

اما عن الخلافات بين الطرفين خصوصاً التباين الاخير بشان قانون الانتخاب فيشير الى ان التحالف سيظلل كل حل وانه كفيل في التوصل الى حلول حتى في مواضيع مهمة كإستيلاد السلطات وسط اصرار الحزب والتيار على تحصين اتفاقهما خصوصاً أن عنوان التفاهم بينهما هو العبور الى الدولة".

في السياق، أكدت معلومات ل"النهار" ان لقاء الاحد الشهير في القصر الجمهوري في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بين الوفد القيادي من "حزب الله" ورئيس "التيار الوطني" الوزير جبران باسيل كان لقاء مصارحة من منطلق الحرص على التفاهم في حضرة رئيس البلاد الذي هو في موقع الحُكم والحَكم وانه من البديهي ان يتسم النقاش بالجدية بمضمونه واهدافه وابعاده بين فريقين سياسيين وازنين في معادلة الاستقرار الداخلي. وتلفت هذه المعلومات الى ان اللقاء لم يكن بعيداً عن ترجمة التفاهم بين الحليفين الذي تمظهر في محطات كثيرة ليس اخرها انتخاب عون وتاليف حكومة "استعادة الثقة " من خلال تذليل العقبات كافة.

بدوره، يؤكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله لـ" النهار" ان " التفاهم بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" ارسى معادلة وطنية في لبنان نجحت في تكريس مفهوم التعايش الحقيقي بين اللبنانيين وادى الى نتائج ايجابية كثيرة منذ العام 2006 حتى يومنا الحاضر، وهذا التفاهم قائم على صدقية العلاقة بين الطرفين والتي ترجمت في اكثر من محطة وهو مستمر على نفس القواعد التي قام عليها وفي كل المحطات التي شهدها لبنان من تشكيل الحكومات الى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للبلاد وايضاً في النقاش حول قانون الانتخاب العتيد على الرغم من التباين احياناً في بعض المواقف".

عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" يؤكد ان "كل المحاولات لاستهداف التفاهم باءت بالفشل والامر نفسه يتكرر اليوم عبر محاولات لن تصل الى نتيجة".

في المحصلة وعلى الرغم من اصرار طرفي التفاهم على متانته واستمراره فإن التباين بين حارة حريك والرابية ظهر في اكثر من محطة ومنها التمديد لقائد الجيش السابق العماد جان قهوجي وايضاً في التمديد للبرلمان من دون ان يهدد ذلك التفاهم الذي بات من ادبيات السياسية اللبنانية التي لا تعرف ثباتاً.

Abbas.sabbagh@annahar.com.lb