عين الحلوة في مهب عاصفة الاقتتال: 8 قتلى وعشرات الجرحى وأضرار ونزوح

احمد منتش


حصدت الاشتباكات المسلحة في مخيم عين الحلوة في يومها الرابع، بين مقاتلي حركة "فتح" والعناصر المتشددة بقيادة بلال بدر، مزيداً من الضحايا (8 قتلى ونحو 50 جريحا) والأضرار في البيوت والممتلكات، وتسببت بذعر بين المدنيين، ونزوح عائلات، وتعطيل كل مرافق الحياة، ومحاصرة السكان في بعض الأحياء الساخنة.
على الصعيد الميداني، لم يتمكن مقاتلو "فتح"، رغم استخدامهم أسلحة متوسطة وثقيلة وغزارة فائقة في اطلاق النار، سوى التقدم في اتجاه احد المنازل العائدة الى بدر الذي انكفأ مع مسلحيه في اتجاه الأطراف الشرقية والشمالية لحي الطيري المحاذية لحي الصفصاف الذي يعتبر أيضاً احد المربعات الامنية لـ"عصبة الانصار الاسلامية" وللسلفيين ايضا. وكان على قيادة "فتح" ان تدرك جيدا ان بدر لا يقاتلها وحده، وان غالبية القوى الممثلة في القيادة السياسية ولاسيما منها "عصبة الانصار" و"الحركة الاسلامية المجاهدة" وحركة "حماس"، لو كانت ملتزمة جدياً قرار الحسم الذي اتخذته هذه القيادة، لكانت شاركت اقله في تضييق الخناق على بدر ومجموعته وسهلت عملية اعتقاله او قتله، وجنّبت المخيم وسكانه كل هذا النزيف الدموي. علما ان البعض يرى ان القوى الاسلامية جمعاء، لا تريد لـ"فتح" ان تسجل اي انتصار يتعلق بالقضاء على اي فرد او مجموعة اسلامية حتى ولو وصفت بأنها إرهابية او اتهمت بالقيام بأعمال ارهابية.
وتخوفت جهات محلية من دخول "عصبة الانصار" على خط الاشتباكات، من اجل الضغط على جميع الأطراف لوقف القتال واطلاق النار، حرصا على المخيم وارواح الناس. فيما اعتبر البعض ان الوضع لا يزال مفتوحا على كل الاحتمالات، واحتمال استمرار الاشتباكات حتى ولو ادى الامر الى تدمير حي الطيري باكمله.





وكان المخيم شهد طوال ليل الأحد - الاثنين تبادلا للنار والقذائف، واستمرت المناوشات طوال النهار تخف حيناً وتعنف أحياناً. وشن مسلحو بدر هجوماً بعد الظهر، بقصد استعادة منزله الذي تسيطر عليه "فتح"، استخدمت فيه أسلحة رشاشة متوسطة وقذائف صاروخية.
وأدت الاشتباكات الى احتراق متاجر عدة داخل سوق الخضر، واصابة شخص قرب حسبة صيدا، وسقوط قذيفة في حي المنشية في الشارع التحتاني ترافقت مع ظهور بعض المسلحين المقنعين، وخروج عدد من الاهالي من بيوتهم. كما سقطت قذيفة في محلة الفيلات على طريق سيروب - المية ومية اقتصرت على الأضرار. وطاول الرصاص الطائش محلة الفوار وحي التعمير التحتاني، ومحلة سينيق عند المدخل الجنوبي لصيدا ومفترق بلدة الغازية (المدخل الشمالي لجهة درب السيم). وفي مغدوشة اقفلت القوى الامنية والعسكرية، بطلب من رئيس البلدية رئيف يونان، الطريق الرئيسية عند منعطف مقام سيدة المنطرة المطل على المخيم حرصاً على ارواح المارة، في أعقاب تجمع مواطنين لمراقبة ما يجري داخل المخيم.





وفي سياق الاصرار على المضي في الحسم الميداني، جدد امين سر "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي ابو العردات "عزم الحركة وعدم تراجعها عن حسم المعركة ضد بدر ومجموعته ورفضها لاي شرط من شروطه"، مؤكدا "ان لا بديل او خيار سوى ان يسلم بدر كل من اطلق النار على افراد القوة المشتركة".
وتعطلت الدراسة اليوم في المؤسسات التربوية الرسمية والخاصة في صيدا بقرار من وزير التربية مروان حمادة، و"الشبكة المدرسية لصيدا والجوار". وانعكست التطورات الأمنية تراجعاً للحركة التجارية في اسواق صيدا. وشهد الكورنيش البحري زحمة سير خانقة بسب استمرار اقفال الاوتوستراد الشرقي.